إنّ مفتاح صناعة الأبناء القادة يأتي من خلال تحميلهم المسؤولية، وذلك لكي يعتادوا أداء واجباتهم ولا يتنصّلوا من تحمُّل مسؤولياتهم، وفي الكبر يستمرون معتقدين أنهم لا يزالون صغاراً فمن الواجب على الوالدين بذل جهدهم بتكليف أبنائهم تبعاً لجنس الفعل وطبيعته وتوفير الجزاء المناسب فمن الضروري الوعي أن سنّ الطفولة ليس للعب واللهو فقط بل يجب تعوّد الصغار على أداء بعض الأعمال التي تملأ أوقات فراغهم وتشعرهم بقيمة الوقت وأهمية النظام، وغرس قيمة أنّ الإنسان عليه واجبات يتشارك بها مع من حوله وعليه المبادرة بفعلها، ومن السلوكيات البسيطة التي تنمّي روح المسؤولية في الطفل أن يترك يأكل ويرتدي ملابسه بمفرده، ومن ثم يدرّب على ترتيب غرفته وسرير نومه بانتظام، ومساعدة الأم على إعداد مائدة الطعام، وذلك من خلال حمل الأطباق إلى المطبخ، وكذلك من الجميل أن يعمل الوالدان على تخصيص واجب أسبوعي لطفلهم ومنحه مكافأة في حالة تأديته على أن تكون المكافأة ليست دائمة، وإنما كمفاجأة تملأ روح الطفل بالتشجيع والرغبة بأن يكون الأفضل دائماً، ومن المهم تعويد الأبناء على قضاء واجباتهم المدرسية بأنفسهم أولاً ومن ثم طلب المساعدة إن لزم كي لا يكونوا أسيرين لمساعدة الآخرين، بعكس ما هو معتاد من معظم الأطفال بالذهاب فوراً لوالداتهم كي تجد لهم واجباتهم المدرسية وتساعدهم في حل معظمها بدون منحهم فرصة الإدراك والمحاولة! وكذلك على الآباء اصطحاب أبنائهم في تأدية الفروض والإعداد للمناسبات كي يتعلموا الآداب والواجبات، على أن يكون اصطحابهم في كل مكان!
وأخيراً على كلٍ من الوالدين أن يتذكّر أنه المعلم الأول والقدوة لطفله ويسعى لتنميته، لكي يسعد الطفل في حياته وينشأ ممتلكاً صفات من يشعرون بالمسؤولية، حيث يحترم نفسه ويحرص على تثقيف عقله ويحترم الآخرين ويتعاون ويؤدي واجباته بأحسن وجه، ويعطي كل ذي حق حقه، ولا يتنصّل من الواجبات ويتوارى هارباً عن القرارات!.