|
عن دار طويق للنشر والتوزيع صدر كتاب: «دموع وابتسامات في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم» من تأليف د. أحمد سالم بادويلان.. وجاء في المقدمة: حينما يقلّب المسلم سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم لا ينقضي عجبه من جوانب العظمة والكمال في شخصيته العظيمة التي تجمع بين التوازن والكمال في أحواله كلها.
الرسول صلى الله عليه وسلم ما زال قدوة في جميع شؤونه.. فكان على جانب كبير من التواضع المتمثل في إشراقته وبسمته وضحكه العذب.. وبالتالي علينا أن نقتدي به في ضحكه.. فلربما اهتدى إنسان ببسمتك وإقبالك عليه.. ولربما فعل آخر بجفائك وبعدك عنه.. ولكن الضحك له قواعد وأصول يجب على المسلم الالتزام بها حتى لا يقع في أي محظور شرعي جاهلاً أو متعمداً.. ونأخذ هذه القواعد من حياة الرسول:
1- إذا ضحك الرسول صلى الله عليه وسلم ظهر ذلك في وجهه حتى إذا رآه الناس يجزمون بأن هذا الوجه ليس بكاذب.
2- عدم الإكثار من الضحك لقوله صلى الله عليه وسلم: لا تكثروا من الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب».
3- عدم المبالغة في الضحك بصوت مرتفع.
4-- عدم اتخاذ الضحك المفتعل والكذب حرقة.. كما يُعرف بالفن الساخر لإضحاك الناس.
وتحت عنوان: (ابتسامة كالبدر وود أرق من النسيم).
قال المؤلف: لماذا العبوس يا داعية الإسلام؟
أتحمل همّاً أكبر من هموم الحبيب؟!
هذه دعوة لبسط الوجه ورسم السعادة.. ولنتذكر قول الحبيب صلى الله عليه وسلم: لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق.
فالابتسامة لا تكلف شيئاً ولكنها تعود بالخير الكثير رغم أنها لا تستغرق أكثر من لمح البصر لكن ذكراها تبقى إلى آخر العمر.
وصفت السيدة عائشة رضي الله عنها ملامح ضحك النبي صلى الله عليه وسلم فقالت:
ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مستجمعاً قط ضاحكاً حتى أرى منه لهواته إنما كان يبتسم.. رواه البخاري.
الثابت أن ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يخرجه عن وقاره وهيبته وعظمته وأدبه.. وقد وردت أحاديث كثيرة بذلك منها:
حديث جابر بن سمرة (كان طويل الصمت قليل الضحك).. صحيح الجامع.
وتحت عنوان ضحك الرسول صلى الله عليه وسلم وبكاؤه.
قال المؤلف: كان الرسول صلى الله عليه وسلم يبكي تارة رحمة للميت، كما دمعت عيناه لموت ولده، وتارة يبكي خوفاً على أمته وشفقة عليها، وتارة تفيض عيناه من خشية الله.
كانت دموع الرسول صلى الله عليه وسلم تتقاطر من عينيه إذا سمع القرآن.. روى لنا ذلك عبدالله بن مسعود رضي الله عنه فقال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم:
«اقرأ عليّ قلت: يا رسول الله أقرأ عليك وعليك أنزل؟ فقال: نعم.. فقرأت سورة النساء، حتى أتيت إلى هذه الأية: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاء شَهِيداً } فقال: حسبك الآن.. (فالتفت إليه فإذا عيناه تذرفان).. رواه البخاري.