بريدة - عبدالرحمن التويجري
أقام نادي القصيم الأدبي محاضرة للدكتور إبراهيم بن صالح الحميضي الأستاذ المشارك بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة القصيم وأحد المهتمين بالتدريب، تحدث فيها عن التدريب أهو تجارة أم صناعة؟ وذلك مساء يوم الاثنين الماضي في قاعة المحاضرات بمقر النادي في مدينة بريدة.
وقد قدم الدكتور الحميضي في مدخل محاضرته تعريفاً مختصراً عن التدريب ثم تطرق إلى الفرق بين التدريب والتعليم، فالتعليم هو مجرد نقل للمعلومات أما التدريب فيتميز بأنه إكساب للمعرفة والمهارة وتغيير قناعات وسلوك، كما أن التعليم إذا تطور يكون تدريباً، أما التدريب فإنه إذا انخفض يكون تعليماً.
بعدها تطرق الدكتور إبراهيم الحميضي إلى أهداف التدريب وذكر أن أهمها كون التدريب تحصيلا للمعارف وإكساباً للخبرات وتنمية للمهارات وتوسيعا للمدارك بما يساهم في زيادة الإنتاج وجودة الأداء.
وعن أهمية التدريب بالنسبة للأفراد والمؤسسات ذكر د. الحميضي أن دراسة لشركة (موتورلا) الأمريكية أوضحت أن كل دولار ينفق على التدريب يعود للمؤسسة ب30 دولارا، كما أن الشركات الناجحة تنفق ما يعادل 5% من الأجور على التدريب، وعرّج المحاضر على ضعف الاهتمام بالتدريب في العالم العربي، فمتوسط ما ينفق على تدريب الفرد العربي هو 1.5 دولار بمعدل تدريبي يومان فقط!.
ثم استعرض المحاضر شبهات تطرح حول التدريب وتولى الرد عليها، وانتقل بعد ذلك للحديث عن واقع التدريب في المؤسسات الحكومية والأهلية والخيرية مشيراً إلى أنه قليل وضعيف جداً ولايلبي الحاجة بسبب قلة الإنفاق عليه وعدم أهلية المشرفين على التدريب كما أنه مخصص للفئة الدنيا والمتوسطة من الموظفين، كما أنه لا يُبنى على دراسة الاحتياجات الوظيفية كما أنه لا يوجد قياس لأثر التدريب على الموظفين أثناء العمل ومقدار التغير بعد التدريب.
ثم استعرض المحاضر أبرز مزايا المراكز التدريبية التجارية حيث ذكر أنها هي من وفرت فرص التدريب وأشاعتها لعامة الناس وسوقت للمدربين المتميزين، أما أبرز عيوبها كما يذكر د. الحميضي فكونها تضلّل في الدعاية للدورات وتبالغ فيها كما أنها تلمع المدربين أكثر من اللازم وتقوم بتضخيم الاعتماد التدريبي مع أنه ليس بتلك الأهمية، كما يأخذ الدكتور الحميضي على المراكز التدريبية التجارية أنها تغالي في الأسعار المطروحة للحصول على البرامج التدريبية وأنها تهتم بالربح على حساب فائدة الناس كما أنه ينقصها الخبرة في تنظيم الكثير من الدورات، يضاف إلى ذلك كون بعض المراكز غير متخصصة في تدريب بعض الدورات الخاصة في مجالات معينة.
وذكر د.الحميضي أن المدربين ينقسمون إلى عدة أنواع منهم المدربون المحترفون وهم أفضل أنواع المدربين، وأيضاً هناك مدربون مدرسون وهم الذين يقدمون الدورات بالكلام فقط كما في التدريس بالمدارس، كذلك من الأنواع المدربون الممثلون وهم الذين يهتمون بالأشياء الحركية التمثيلية على حساب المادة التدريبية والمعلومات التي تحويها ويرى الدكتور الحميضي أن غالبية المدربين مع الأسف في الوقت الحاضر يصنفون من هذا النوع.
وختم الدكتور الحميضي محاضرته بالحديث عن الآفاق المستقبلية في التدريب مشيراً إلى ضرورة زيادة الاهتمام به من قبل الأجهزة الحكومية والأهلية وتأهيل المسئولين عنه في تلك المؤسسات تأهيلاً كافياً، كما يجب وضع لوائح وأنظمة قوية للرقابة على المراكز التدريبية وعدم الترخيص لغير الأكفاء منها. واختتمت المحاضرة بإجابة محاضرها على عدد من أسئلة الحضور المكتوبة. أدار المحاضرة باقتدار بالغ الأستاذ أحمد الحميد المشرف التربوي في إدارة تعليم القصيم ومسئول التدريب في جمعية أسرة.