مرّ شهر كأنه دهر منذ رحيلك يا سيدة الحنان، إلى الفردوس الأعلى بإذن الله وتلك إرادة الله، لا راد لقضائه ولا ناقض له، ومنذ تلك اللحظة العاصفة في حياتي وأنا أعاني حرقة الفراق ولوعة الحزن ومرارة البعد عنك! فقد كنت قدوتي وعزوتي ووسادة الحنان لي، أحياناً يا أمي الحبيبة، يحلق طيفك في أجواء خيالي سحابةً تمطر عطراً من ذكراك، فأناجيك، أشكو لطيفك الجميل ما بي منذ رحيلك عني، ويوعزُ لي الخيال الحزين أنكِ تسمعين نجواي لك! لقد كنت لي نعم الأم والأخت والصديقة الحميمة، كنتِ أقربَ إلى نفسي من نفسي!
مرّ شهر من الزمان يا أماه وأنا أجامل وأساير كل منْ حولي، أحاول أن أبتسم ارضاءً لهم أو مجاملة، أو فراراً مما بي!
أماه... إن حزني عليك عصيُّ على الوصف، ولا أجدُ من الكلام ما ينصف فقدي لك ذكراً، فقد كنتِ مثالاً لإنسانية الروح الصافية الطاهرة النقية.. كنتِ الأم الحنون والخّل الوفّي الصبور! وبرحيلك افتقدتك كثيراً، وبكيتك طويلا، كما افتقدك وبكاك أبي الحنون وإخواني الكرام وابني البار وكل من عرفك فأحبك، ولم يبق لنا جميعاً من عزاء سوى الدعاء لك بالرحمة والغفران.
وأخيراً ، شكراً لكل من وقف معي ومع أهلي في محنتنا الكبرى معزياً ومواسياً ورفيقاً حنوناً، شكراً لكل من عبّر لنا بلسانه أو فعله مشاركاً لنا قلباً ووجداناً وداعياً لفقيدتنا الحبيبة بالرحمة والرضوان.
وآخر دعائي أن الحمد الله رب العالمين.