واحدة من التوجهات الإستراتيجية لتحقيق السياسة الخارجية لتركمانستان بقيادة فخامة الرئيس قوربان قولي بيردي محمدوف هي توسيع العلاقات والتعاون مع البلدان الأخرى في العالم، ومع شركائها على أساس التعاون بمختلف الأطراف، مما يتيح لتركمانستان النجاح في تطوير التعاون مع المنظمات الدولية، وذلك باستخدام إمكانية ترشيح المبادرات الهامة، كما أن تركمانستان بدأت في تنفيذ عدد من المشاريع الإقليمية الرئيسية، والتي وجدت دعماً من الدول المجاورة لها، تولى تركمانستان اهتماماً بالغاً في تطوير حوار متعدد الأطراف من خلال إقامة المؤتمرات الدولية. وأوضح مثال على ذلك توسيع مجالات التفاعل في إطار دبلوماسية متعددة الأطراف مشاركتها كعضو كامل العضوية في أعمال أكثر من40 منظمة دولية.
في هذا الصدد، خلال الفترة من 19 إلى 23 ديسمبر 2010م شارك وفد تركمانستان برئاسة فخامة الرئيس قوربان قولي بيردي محمدوف في الدورة الـ65 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
في 20 سبتمبر 2010م ألقى فخامة الرئيس كلمة من منبر الأمم المتحدة بجانب قادة دول أخرى.
وفي خطاب فخامة الرئيس قربان قولي بيردي محمدوف اقتراح المنهج الجديد الذي يهدف إلى تعزيز السلام وضمان أمن الطاقة العالمي. ومع التركيز بصفة خاصة على الطابع الابتكاري ومنهج البناء ووضوح رئيس تركمانستان المشاكل الحديثة على النطاقين الإقليمي والعالمي.
ميزة هذه السياسة هي أنها تنفيذ عملي بما يتناسب مع وضع الحياد الدائم لتركمانستان، أكد بموجب القرار الخاص للأمم المتحدة قبل 15عاماً، والأهم من ذلك، تليها خطوات محددة تهدف إلى تعزيز الثقة والتفاهم المتبادلين، وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية الدائمة في آسيا الوسطى وحوض بحر قزوين، وعلى نطاق عالمي.
وكما هو معروف تركمانستان ترى هذه واحدة من أكثر التحديات صعوبة في القرن الحادي والعشرين، ودعت إلى إنشاء فريق خبراء الأمم المتحدة لوضع آلية عالمية لضمان العبور الآمن وتأمين موارد الطاقة إلى الأسواق العالمية، وفي المستقبل هيئة خاصة - مجلس الطاقة للأمم المتحدة - لتوفير التنسيق السياسي والطرائق التنظيمية لمناقشة ومنهجية مهنية لجميع القضايا المعقدة من مشاكل الطاقة.
وأصبح ذلك موضعا آخر هاما من هذه القمة في حل النزاعات في العالم. على وجه الخصوص، لأنه يأتي في حل الوضع في أفغانستان، وفي النهضة الاقتصادية والاجتماعية التي تشارك فيها تركمانستان بشكل نشط، ودائماً تساعد الشعب الأفغاني.
إن تركمانستان تدعم بشكل كامل جهود المجتمع الدولي في هذا الاتجاه، تعتقد تركمانستان أن الأمم المتحدة تمتلك خبرة كبيرة لحفظ السلام وأساساً قانونياً صلباً للتعاون الدولي ينبغي أن تكون بمثابة مولد للحوار البناء لحل القضية الأفغانية.
وهنا، بلادنا تبدي استعدادها لمزيد من الشراكة وسلسلة من الخطوات والمبادرات المتخذة لتعزيز السلام والمصالحة في أفغانستان وإنشاء الظروف لاستمرار التنمية الاجتماعية والاقتصادية للدولة المجاورة. والدليل على ذلك اقتراح عقد في عشق آباد تحت رعاية الأمم المتحدة الاجتماع الدولي رفيع المستوى لايجاد تدابير لبناء الثقة في أفغانستان وتطوير فاعلية المؤسسات الحكومية.
رئيس تركمانستان قربان قولي بيردي محمدوف حرص على تحقيق عوامل التعاون المشترك مثل العبور وخطوط النقل، وإمكانات الموارد الضخمة في آسيا الوسطى وحوض بحر قزوين، شدد في خطابه على ضرورة فتح حوار مع الأمم المتحدة، بما في ذلك اللجنة الاقتصادية لأوروبا، اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لآسيا والمحيط الهادئ.
اليوم تركمانستان والأمم المتحدة دخلتا مرحلة جديدة من التعاون الذي تطور على خلفية ذات الاهتمام المشترك في توسيع نطاق الحوار الثنائي والمتعدد الأطراف بشأن جميع جوانب الشراكة. وقد أكد هذه الحقيقة السيد بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة خلال اجتماع مع فخامة الرئيس قربان قولي بيردي محمدوف، وخلال هذا الاجتماع ثمن الأمين العام الأمم المتحدة تثميناً عالياً موقف تركمانستان ومبادرات جديدة وأفكار بناءة لمعالجة هذه المشاكل الملحة في العالم المعاصر، وعملية تحقيق الاستقرار لبناء السلام في أفغانستان وأمن الطاقة العالمي، وحماية البيئة، وعلى وجه الخصوص في حل المشاكل البيئية للبحر آرال، والحفاظ على مجمع الطبيعية الفريدة لبحر قزوين، وتطوير النقل العابرة للقارات والبنية التحتية للاتصالات ووضع نموذج فعال من التعاون في المنطقة المعنية، ونزع السلاح العالمي.
وخلال الاجتماع عرض رئيس دولة منهج تركمانستان لقضايا التعاون التقليدية، وصرح بعدد من الأفكار المحددة حول هذا الموضوع، بما فيها تلك المتصلة التفاعل مع إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية، من بينها اقتراح لوضع برنامج طويل تطوير نظام الإدارة الدولة في تركمانستان، والتي مثل كل المبادرات التي عبّر عنها رئيس التركمان خلال الزيارة إلى نيويورك، وذلك كان مدعوماً من مسؤول كبير بالأمم المتحدة. شا تسو كانغ وكيل الأمين العام للأمم المتحدة الذي رأس إدارة للشؤون الاقتصادية والاجتماعية، ورحب أيضاً بالمبادرة لتسمية مرشح تركمانستان للانتخاب لعضوية المجلس الاقتصادي والاجتماعي بالأمم المتحدة (المجلس الاقتصادي والاجتماعي) للفترة 2013 - 2015، وسوف تسمح للبلاد لتحقيق أقصى قدراتها الإبداعية كموضوع في العلاقات الدولية، وفي الوقت نفسه أعرب عن استعداد الأمم المتحدة لتقديم كل المساعدة الممكنة للجانب التركماني على نطاق واسع في الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية.
القضايا ذات الأولوية وآفاق أكثر نشاطاً الشراكة تركمانستان والأمم المتحدة في السنوات الأخيرة، نتيجتها نفذت عدد من المشاريع بنجاح والمشاريع المشتركة الجارية، كما خلال اجتماع نوقش فخامة الرئيس تركمانستان مع السيدة هيلين كلارك، مديرة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي. وإذ تؤكد الأهمية التي طرحها الجانب التركماني من المبادرات الدولية الجديدة الرامية إلى تعزيز السلم والأمن، والتنمية المستدامة في العالم، ثمنت مديرة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي تثميناً عالياً لإنجازات تركمانستان على طريق الإصلاحات التقدمية، التي تؤثر الآن في جميع مجالات الحياة العامة والمجتمع. وكما لاحظت السيدة هيلين كلارك أن الإصلاحات التي أجرت تحت قيادة زعيم التركماني وأدت إلى انتعاش سريع الاجتماعية والاقتصادية للبلد، وقد وضعت أساساً متيناً لزيادة تطورها تدريجياً.
إضافة إلى ذلك خلال الزيارة لرئيس تركمانستان إلى نيويورك، وفي لقاء فخامة الرئيس تركمانستان مع رجال الأعمال الأمريكيين، وكذلك العديد من الاجتماعات الثنائية مع رؤساء عدد من الدول والمنظمات الدولية الكبرى. والمبادرات والاقتراحات لفخامة الرئيس التركماني لقيت اهتماماً كبيراً في الأوساط الدولية السياسية والتجارية.
* السفير فوق العادة ومفوضا* سفير تركمانستان لدى المملكة العربية السعوديةخاص بـ( الجزيرة )