الأحساء - خاص بـ(الجزيرة)
تتنوع الوسائل الدعوية كما تتنوع الأساليب التي يدعى من خلالها، فما هي الأساليب والوسائل التي ينبغي أن يستخدمها الداعي إلى الله تعالى في ظل الانفتاح الإعلامي في هذا العصر، وكيف ننمي الحس الدعوي لدى عموم المسلمين امتثالاً لقوله تعالى: ?ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ?.. الآية؟ سؤالان تم طرحهما على عدد من القائمين على المكاتب التعاونية للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بالمنطقة الشرقية، بمناسبة المعرض الثاني عشر لوسائل الدعوة إلى الله «كن داعياً» الذي افتتحت فعالياته يوم الثلاثاء الماضي، في ساحة الاحتفالات بمحافظة الأحساء، فكانت إجاباتهم على النحو التالي:
استغلال الانفتاح
الشيخ عبدالرحمن الجغيمان مدير المكتب التعاوني بالأحساء، شدد على ضرورة استغلال الانفتاح الإعلامي المعاصر بما يعود بالخير على الدعوة، وحيث إن هذا الانفتاح الإعلامي في هذا العصر قد دخل إلى كل بيت ووصل إلى كل فرد فلا يجب أن تترك الساحة لمن يعيث في الأرض فساداً، بل يجب أخذ زمام المبادرة واستغلال هذا الانفتاح بأساليب دعوية عصرية وممتعة ومشوقة ومستغلة فيها وسائل تقنية عالية وحديثة تدعو المرء للانجذاب والتفاعل معها.
وعن تنمية الحس الدعوي لدى عموم المسلمين وكيفية تحقيق ذلك قال الجغيمان: إن ذلك يمكن الوصول إليه من خلال منظومة من البرامج التوعوية والإعلامية التي تبين الأجر المترتب على الدعوة إلى الله، وتشعر كل مسلم بالمسؤولية الملقاة على عاتقة خاصة في بلادنا بلاد الحرمين الشريفين.
وسائل دعوية متنوعة
ويبين مدير المكتب التعاوني بالعيون الشيخ صالح بن خليفة الكليب أن وسائل الدعوة كثيرة منها: الشبكة العنكبوتية بمواقعها ومنتدياتها ووسائلها المختلفة, وكذلك الوسائل المعروفة كالأشرطة والأسطوانات المدمجة, هذا بخلاف المطبوعات من الكتب والمطويات، والنشرات، والصحف والمجلات, وهذا لا يغني عن دعوة المسجد لأنها الأصل, مثل: المحاضرات والندوات والدورات العلمية والكلمات التوجيهية. فينبغي على الداعية ألا يهمل شيئاً من هذه الوسائل, بل يضرب في كل منها بسهم, ولا يقتصر على أشياء دون أشياء لا سيما في ظل هذا الانفتاح الإعلامي الكبير. ورأى أن تنمية الحس الدعوي لدى عموم المسلمين يمكن الوصول إليه عن طريق بيان محاسن الدين, وأن قول الله تعالى ?ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ? خطاب موجه للجميع, ليس لأحد دون أحد, فينبغي على الجميع أن يضع هم هذه الدعوة على عاتقه، وأن يعمل لصالح الإسلام والمسلمين, وهذا لن يكون إلا بإبراز أهمية الدعوة وعظم شأنها وبيان فضلهاً، وأن المسلم يكون داعياً إلى الله في كل وقت.
مواكبة المستجدات
ويؤكد مدير المكتب التعاوني بالخبر الشيخ صالح بن عبدالعزيز التويجري، على أهمية الاستفادة من التقنية الحديثة في الدعوة إلى الله، حيث إن هناك مستجدات كثيرة في وسائل الاتصال مختلفة ومتنوعة من قنوات، ومواقع إلكترونية وأجهزة تواصل يصعب حصرها، ولكن ما لم تواكب الدعوة إلى الله هذه المستجدات فهي ستصبح تغرد خارج السرب، وتظن أنها تؤثر، وهي في الواقع تؤثر فعلاً ولكن بشريحة قليلة ومقبلة للخير بدونها، فالأولى استهداف المعرضين لإنقاذهم من ظلمات الشهوة إلى نور الهداية بالتمساك بالهدي السماوي.
وأعرب عن اعتقاده أن تنمية الحس الدعوي لدى عموم المسلمين ممكن أن يتم عبر وسائل، من أهمها: تبسيط الدعوة إلى الله في نفوسهم، وتوضيح الأجر المترتب على الدعوة، من البركة والخير في الدنيا إلى تجميع عظيم الحسنات التي توصل لرحمة الله في الآخرة، واستهداف المؤثرين على الناس مثل: أئمة المساجد والدعاة المشاهير، بعقد ورش عمل معهم، ومحاولة نقل الهدف والفكرة لتوصيلها لعامة الناس، ومواكبة التقنية الحديثة، بعمل مونتاج يحمل فكرة الدعوة وأثرها على الناس في معاشهم ومعادهم، لافتاً في هذا الصدد إلى أن المكتب التعاوني بالخبر عمل مونتاج يحمل اسم (وتحلو الحياة) موجود في اليوتيوب يصب في الهدف نفسه».
دعوة لكل زمان ومكان
أما مدير المكتب التعاوني بالمبرز الشيخ خالد بن حمد الخالدي، فيشير إلى أن الدعوة إلى الله في كل زمان ومكان، وأنه حينما ننظر إلى سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم العملية في الجانب الدعوي نجده يدعو في جميع الأماكن، والأزمان، والأحوال فلم يوجه دعوته صلى الله عليه وسلم لصنف من الناس دون صنف؛ بل دعا الناس جميعاً من أحبوه ومن أبغضوه، ومن استمع إليه، ومن أعرض عنه، بل يوجه دعوته إلى من آذاه لأن الدعوة تكليف من الله لابد من القيام كسائر التكاليف الشرعية. ولم يخص صلى الله عليه وسلم مكاناً دون غيره للدعوة؛ بل كان يدعو في المسجد، والطريق، والسوق، والحضر، والسفر، بل وحتى في المقبرة، وعلى رأس الجبل لم يترك الدعوة، كما كان صلى الله عليه وسلم يستغل المواسم وأماكن تجمع الناس ليكون ذلك أبلغ في دعوته ولتصل أكبر عدد من الناس، واستمر صلى الله عليه وسلم في أداء هذه المهمة الجليلة مشمراً عن ساعديه، باذلاً كل ما في وسعه، مستخدماً كل وسيلة متاحة، متحملاً كل أذى في سبيل إبلاغ الدعوة وإخراج الناس من الظلمات إلى النور، وقد امتلأت سيرته وفاضت بالمواقف الدعوية الرائدة التي تتمثل فيه القدوة العملية للدعاة والعلماء والمصلحين، وسبيله في ذلك ومنطلقه، وقاعدته العريضة قوله سبحانه: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ).