|
كتب - طارق العبودي
(جرت الرياح الكورية بما لا يشتهي السعوديون) فتأهل سيونغنام إلى نهائي دوري أبطال آسيا 2010 وخرج الشباب بشرف بعد أن خسر من الفريق الكوري بهدف وحيد في المباراة التي جمعت الفريقين أمس في ملعب سيونغنام في كوريا.
جاء الهدف الكوري بعد مرور نصف ساعة من الحصة الأولى عن طريق كيم دونغ ليتأهل الكوريون بفضل الأهداف الثلاثة التي سجلوها في استاد الملك فهد الدولي بالرياض في مباراة الذهاب التي كانت قد انتهت شبابية بـ 4 أهداف مقابل 3.
لم يقدم الشباب مستواه المعروف عنه وخصوصاً في الحصة الأولى التي كان خلالها تائهاً ومستسلماً واكتفى بالدفاع المستميت بمباركة من مدربه فوساتي الذي لم يستغل تحسن الأداء الأبيض في الحصة الثانية وتأخر كثيراً جداً في إجراء التبديلات الهجومية التي كان يفترض أن يجريها, خصوصاً أن لديه النجم الأبرز عبده عطيف وعدداً من الأسماء الأخرى.
المباراة قادها طاقم تحكيم إمارتي مكون من علي حمد وصالحي المرزوقي وسعد الحوتي, الأسترالي بنيامين ويليامز رابعاً, وكان التحكيم جيداً ومُرضياً إلى حد كبير باستثناء الإعاقة التي تعرض له عطيف أواخر المباراة والتي إن لم تكن ضربة جزاء فهي على أقل تقدير خطأ.
الشوط الأول
بدأ الأورغواني جورج فوساتي مدرب الشباب بتشكيل مثالي ومنطقي ومتكامل لأول مرة هذا الموسم باستثناء الغياب الإجباري للنجم الدولي أحمد عطيف الموقوف بالبطاقات الصفراء إذ اختار كلاً من: وليد عبد الله وحسن معاذ ونايف قاضي وماجد العمري وتفاريس وعبد الله شهيل وسيونغ وعبد الملك الخيبري وكماتشو وناصر الشمراني وأوليفيرا, معتمداً على طريقة 5-3-2 مع عودة الشمراني كثيراً ليشكِّل لاعب وسط رابعاً إلى جانب تركيز الفريق كاملاً على تأمين الدفاعات أولاً وقبل كل شيء.
وفي المقابل لعب تشين تاي يونغ مدرب سيونغنام بطريقة هجومية صرفة وشمولية في بناء الهجمات وعدم حصرها على جهة واحدة كونه مطالباً بالفوز ولا خيار ثانياً أمامه.. ونتيجة لطريقتي اللعب فقد بدأ الفريق الكوري المباراة بقوة وأظهر رغبته الجادة في الفوز وعزمه الأكيد على تسجيل هدف مبكر وفرض سيطرته على أرجاء الملعب وهدد المرمى الشبابي بل وسجل هدفا مبكراً أبطلته حالة التسلل للمهاجم الصربي (3), رد عليه الشباب بهجمة منسقة من الجهة اليمنى عن طريق معاذ الذي حوَّل كرة عكسية حاول أوليفيرا التطاول لها برأسه إلا أن الحارس الكوري تمكن منها, وكانت الأفضلية في الدقائق الأولى واضحة بشكل جلي للفريق الكوري الذي حاول هز الشباك بكرة أخرى حينما قاد المهاجم مولينا هجم مرتدة غير أن العائد نايف قاضي قطع عليه الطريق (9)..
وتحصل الكوريون على مجموعة من الأخطاء التي شكَّلت خطورة كبيرة خصوصاً في ظل إجادة لاعبيه للضربات الرأسية, واستمر هذا الوضع أكثر من 6 دقائق قبل أن يهدأ اللعب قليلاً وينحصر في مجمله وسط الميدان مع أفضلية واضحة لسيونغنام الذي عاد ثانية للنشاط بقوة تضاهي قوة بدايته وكاد مدافعه وقائده ساسا يهز شباك وليد حينما حوَّل برأسه كرة أتته من خطأ من خارج المنطقة (26).. وتلاعب المهاجم الصربي رادونيتش بمدافعي الشباب وسدد بعنف من داخل المنطقة لكن وليد عبد الله كعادته تألق وتصدى لها (29).
غفلة دفاعية وهدف كوري
ومن كرة في وسط الملعب لم تكن نهايتها توحي بأنها ستهز شباك أي من الفريقين خطفها أحد لاعبي سيونغنام وبسرعة البرق مررها لزميله الذي بدوره لعبها ساقطة خلف مدافعي الشباب لكيم ديونغ الذي سددها بطريقة جميلة داخل شباك الشباب لا يُسأل عنها العملاق وليد (30).
توقع الجميع أن يكون هذا الهدف دافعاً للشبابيين للتعديل خصوصاً أن التعادل يخدمهم, إلا أن العكس هو ما حدث فقد واصل الكوريون أفضليتهم وهجومهم وعزمهم على التسجيل وكادوا أن يحققوا ذلك لولا لا الله ثم وليد تارة أو نجاح المدافعين تارة.
وقبل أن ينصرف الشوط الأول لنهايته تعملق وليد عبد الله مجدداً وأنقذ شباكه من هدف محقق حينما تصدى للصاروخية الكورية المفاجئة التي كانت هي آخر أحداث الـ(45) دقيقة الأولى التي شهدت نجاحاً لطاقم التحكيم الإماراتي بقيادة علي حمد وبطاقة صفراء لكوانغ جين لمخاشنته لاعب الشباب كماتشو.
الشوط الثاني
دخله المدربان بذات الأسماء التي بدآ بها المباراة وبنفس طريقتي اللعب.. رغبة هجومية كورية وكثافة في وسط الشباب.. وإن كان الفريق الشبابي تخلى عن دفاعيته بعد مرور بضع دقائق ليتحسن أداؤه كثيراً عما كان عليه في الشوط الأول بدليل حصوله على العديد من الهجمات التي شكَّلت شيئاً من الخطورة, غير أن أبرزها وأثمنها حينما سدد الشمراني كرة من رأس منطقة الجزاء تصدى لها الحارس وارتدت للمندفع عبد الله شهيل الذي أكملها قبل أن يتعملق الحارس الكوري ثانية ويتصدى لها (63), وأمام هذا لم يجد المدرب الكوري بداً من تعديل طريقة لعبه فأشرك كيم دونغ بدلاً عن سونغ يونغ لتأمين دفاعاته ليواصل الشباب نشاطه وسط تراجع كبير من الفريق الكوري الذي اكتفى بالهجمات المرتدة التي شكَّلت خطورة بالغة جداً, ومن إحداها كاد كيم دونغ يسجل هدف التأمين والضمان حينما استغل خطأ تفاريس وخطف الكرة منه وانفرد بالمرمى لكن العملاق وليد قطع عليه الطريق ببراعة وتألق (70).
الشباب في الدقائق الأخيرة فرض حصاراً تاماً على الكوريين وتحصل على العديد من الهجمات.
وتأخر فوساتي كثيراً في فرض أي تدخل هجومي وفضَّل إبقاء العديد من الأوراق الرابحة إلى جانبه وخصوصا النجم عبده عطيف الذي لم يفكر بإشراكه إلا بعد مرور 80 دقيقة بديلاً لشهيل, ومن أول لمسة له اقتحم المنطقة وتعرض لمضايقة دفاعية لم يعرها علي حمد أي اهتمام (81), وأجرى المدربان في الدقائق المتبقية تبديلات مطلوبة, وكاد كماتشو يقدم التأهل لليوث حينما خطف كرة من أحد مدافعي سيونغنام وسدها قوية تعملق الحارس في تحويلها إلى ضربة ركنية (87) كانت هي آخر أحداث المباراة التي أعلنت وصول سيونغنام طرفاً أول في النهائي الآسيوي الكبير.
مقتطفات
- لا يُلام المرء بعد اجتهاده.. كلنا سنقولها للشبابيين بعد أن اجتهدوا وعملوا ولم يحالفهم التوفيق.
- الفريق الكوري خطير.. خطير.. خطير.. ومؤهل بشكل كبير لخطف اللقب.
- جماهير سيونغنام قادت فريقها للفوز.
كان يفترض على فوساتي أن يزج مبكراً بالنجم عبده.