إن المتأمل في حياتنا اليومية يجد أننا نعاني من فقر المشاعر الإنسانية الصادقة، فتجد جفافاً في الكلمة وتجهماً في الوجه وأنت في الطريق وفي السوق والعمل وبين الجيران، وكذلك بين الأقارب والأصدقاء.
الإنسان مركب من جسد وروح، ليس جماداً وليست حاجته للغذاء فحسب بل هو محتاج لدفء المشاعر التي تكاد تنعدم عند بعض من الناس. كيف يكون ذلك ونحن الذين أمرنا الشرع بإفشاء السلام وبر الوالدين، وإكرام الضيف واحترام الجار، وحسن المعاملة للخلق.
إن المتأمل في أحوال كثير ممن حوله يجد القطيعة وجفاء الطباع وجفاف المشاعر. لذا ينبغي علينا أن نتطبع ونبادر ونكون قدوة ينشأ عليها صغيرنا، ونرتقي بالمشاعر لأنه منهج شرعي ومطلب اجتماعي يحتاج إليه رب الأسرة مع أهله والمعلم مع طلابه ورجل الأعمال مع المتعاملين معه والجار مع جاره كذلك الوالدين والأولاد. فلا تحتقر شيئاً من ابتسامة صادقة أو كلمة طيبة حتى ولو كانت عبر اتصال هاتفي أو رسالة بريدية «لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق».
وقال الخطابي رحمه الله:
ارض للناس جميعاً
مثل ما ترضى لنفسك
إنما الناس جميعاً
كلهم أبناء جنسك
فلهم نفس كنفسك
ولهم حس كحسك
وخير الكلام ما قل ودل.. والله من وراء القصد.
الرياض