|
إن التعاون والتكافل في الخير والنماء ليعود بالنفع والبركات على العباد والبلاد، وإن من أفضل وأرقى صور هذا التعاون في نشر الخير والإنفاق في سبيل الله الوقف الخيري الإسلامي الذي هو مظهر من مظاهر ازدهار الأمةِ وحضارتها الضاربة في التاريخ، فكان للوقف أثر واضح وبصمة مشرقة في جبين تاريخ حضارتنا ومجتمعنا الإسلامي، فالوقف سنة نبوية، سبق فيها الإسلام جميع الأمم.
ولما كان للوقف من أهمية عظيمة في حياة المجتمع كان لزاماً على أهل الرأي الاهتمام بإدارته بالأسلوب الذي يضمن له الاستمرارية، وترسيخ مفاهيم الإدارة الجديدةِ للوقف حتى نضمن تطويره على الوجه الذي يساعد على قطف ثماره وتحصيل فوائده.
ولو تأملنا حال الوقف، وخصوصاً على صعيد الشركات العائلية، لوجدناه في أمسّ الحاجة إلى تنظيمٍ إداري وعمل مؤسسي متطور؛ ما يتيح الفرصة لاستمرار الموارد المالية التي تدعم الأعمال والمشاريع الخيرية الإنسانية في مختلف جوانب الحياة الاجتماعية والصحية والعلمية وغيرها إلى أكبر مدى زمني ممكن.
ولما كانت دساتير الشركات العائلية لا تحتوي على أُطر وأسس تضمن ديمومة أوقافها وتحفظ رسالتها من الضياع فقد بادرت مجموعة الفوزان إلى تكوين لجنة من المتخصصين ليقوموا على دراسة مستقبل الشركات العائلية وكيفية المحافظة على ثرواتها من خلال تضمين دستور العائلة لصيغة موحدة للوصية بعد موافقة الشركاء الموصين، التي بدورها ستساعد على إدارة الوقف بطريقةٍ تقلل من العقبات التي تواجهه وتضمن له الديمومة والاستمرارية بإذن الله.
وفي الختام أشكر الله - عز وجل - أن هيأ لنا إقامة هذا المنتدى بالتعاون مع منتدى ثروات للشركات العائلية؛ حتى نضع النقاط على الحروف، ونخطو بالوقف خطوة مباركةً إلى الأمام على الصعيد الإداري والمالي والاجتماعي، ولننطلق به إلى عصر جديد نستشرف فيه أملاً واعداً وفجراً قريباً.