الجزيرة - سعود الشيباني :
أكد سامي بن محمد بن ناصر الشهري شقيق المطلوب بدر أن شقيقه الذي سلَّم نفسه وطلب من ذويه تسهيل مهمته والعودة لأحضان الوطن لم يُستعد من معتقل خليج جوانتانامو، حسب ما نُشر أمس، وقال شقيق بدر: نحمد الله على عودة ابننا معافى مع تمتعه بالصحة والعافية، مشيراً إلى أن بدر والبالغ من العمر (29) عاماً والذي ما زال أعزباً قد غادر المملكة قبل عامين تقريباً، مؤكداً أن الفرح عمَّ الأسرة بعد عودة ابنهم من جمهورية باكستان. وقال الشهري: بعد اتصال تلقيناه من بدر في الباكستان ورغبته بالعودة سارعت وزارة الداخلية في تسهيل مهمة عودته للوطن وكذلك تم تمكينه من رؤيته أهله وكذلك تمكينه من أداء العمرة بمعية أسرته.
ودعا المواطن سامي الشهري في نهاية حديثه المقتضب جميع أبناء الوطن العودة وعدم الانسياق خلف أعداء الوطن الذين يكيدون لنا. وكانت آخر معلومات رصدتها وزارة الداخلية وأعلنت عنها بتاريخ 7-2-1430هـ والمتضمن الإعلان عن قائمة بأسماء 85 مطلوباً للجهات الأمنية في المملكة، عن المطلوب بدر محمد ناصر الكناني الشهري ولم تكن له كنية معروفة، ويحمل الجنسية السعودية، ومكان وتاريخ الميلاد: في 1-7-1398هـ، ووجهة السفر: غادر إلى البحرين في 2-7-1428هـ ومنها إلى إيران ثم أفغانستان. وحيثيات ضمه للقائمة تعود لارتباطه بعناصر تنظيم القاعدة في الداخل ومنسقي السفر لمناطق الصراع الذين ينتمون لتنظيم القاعدة وأبرزهم المطلوبون أمنياً صالح القرعاوي وأسامة وسعد الشهري، ومغادرته بالترتيب معهم لأفغانستان للانضمام لصفوف المقاتلين هناك. وآخر المعلومات المتوفرة عن مكان وجوده:
أفغانستان وباكستان وإيران
من جهة أخرى علمت «الجزيرة» أن عدداً من المطلوبين الذين سلموا أنفسهم والبالغ عددهم من القائمة 85 طوال ملاحقة وزارة الداخلية للمنخرطين في تنظيم القاعدة كشفوا عن أن أسباب عودتهم لجادة الحق يعود لحقيقة ما يخطط له أعداء الوطن ضد المملكة وشعبها حيث إن ما يعلنونه عبر منابرهم عكس ما هو على الواقع.
وأكد عدد من أعضاء لجنة المناصحة أن الأشخاص الذين تمت مناصحتم قالوا إنهم اكتشفوا أن عصابات التنظيم تحاول على وجه من السرعة توريط المنظمين لهم بالقيام بعمليات إرهابية لتلطيخ أيديهم بأعمال مشينة ويصبح من الصعب العودة بحجة قيامهم بأعمال إرهابية فيما يمارس التنظيم التضليل على المغرر بهم وعدم تركهم لوحدهم وعدم السماح لهم بمتابعة ما يُنشر بوسائل الإعلام بالمملكة وخاصة في حالة أخذ لقاءات مع ذوي المغرر بهم.
وفي ذات السياق أكد اللواء الدكتور محمد أبو ساق - رئيس لجنة الشؤون الأمنية بمجلس الشورى- أن من الطبيعي القول بأن عودة بعض الإرهابيين مؤخراً واستسلامهم هي نتيجة حتمية لنجاحات قوى الأمن السعودي في مكافحة الإرهاب. فالمملكة ومنذ أن بدأت حملات الإرهابيين ضدها تبنت سياسة عليا وإستراتيجية وطنية حكيمة تنبع من رؤية ملكية سامية.
وقال اللواء أبو ساق إن شخصية الملك عبدالله بن عبدالعزيز لا زالت عامل وحدة وطنية قوية وحافزاً عظيمًا لكل الشرفاء والمخلصين من المواطنين ورجال الأمن حتى عمل المجتمع برؤية واحدة وغاية واحدة نحو وطن عزيز آمن ومستقر. ويعمل المخططون والمنفذون لحفظ الأمن السعودي عبر رؤى وتوجيهات واضحة أساسها العزيمة والإصرار لدحر قوى العدوان والشر وقمع تحركاتهم الدموية والفكرية.
مشيراً إلى أن المحللين لشؤون الأمن يعلمون مدى تفوق قوى الأمن السعودي حيث إنها اليوم تستثمر الفوز وتحاصر الإرهابيين عملياً وفكرياً في كل شبر من مسارح وساحات الصراع. وما تتابع الاستسلام والعودة لبعض من هم على قوائم المطلوبين للعدالة إلا خير دليل على أن قوى الأمن السعودي تمكنت بفضل الله ثم بحكمة القيادة الرشيدة من تضييق الخناق على أعداء الوطن. وإن ريادة وقيادة سمو النائب الثاني الأمير نايف بن عبدالعزيز رجل الأمن الأول لفعاليات الأمن وسداد رأيه ورؤيته الصائبة أكسبت الأمن السعودي احتراماً وتقديراً في الأوساط الإقليمية والعالمية. وإن كفاءة ونجاحات الأمن السعودي اليوم وإمكانياته الفائقة تغرس الرعب والخوف في نفوس قوى الشر والإرهاب.
وأضاف عضو مجلس الشورى قائلاً: أصبحت قوى الإرهاب تعيش حالة من التشرد والهزيمة لشعورها بمدى الحصار الذي يطوقها ويشتت إجماعها بفعل عمليات سعودية متكاملة ومستمرة على كل الجبهات. فقد تمكنت القيادة السعودية بسياساتها وإستراتيجياتها من عزل عناصر الإرهاب وتعريتها وتفكيكها وحشد جهود المجتمع لصالح الأمن والاستقرار. فعلى المستوى الداخلي برهنت القيادة السعودية والمجتمع عن تلاحم قوي وصف واحد ضد كل فعل أو فكر أو عمل إرهابي. وتبين للمجتمع السعودي زيف الفكر المتطرف وخطر الإرهاب على أمن البلاد واستقرارها وازدهارها. وها هو الإجماع الوطني الأبرز يتمثل في ازدراء فكر الإرهاب وكشف مخاطره ويشكل عاملاً قوياً يغرس الخوف واليأس في نفوس الإرهابيين.
مؤكداً أنه لا بد من القول بأن القيادة السعودية قد برهنت عن ريادتها إقليمياً وعالمياً في حسن علاقاتها وقوة مكانتها وتميز استقرارها، وهذا محور هام يدق إسفيناً في عمق دوائر الإرهاب. وهكذا فإن مشروعات البناء والنهضة والإصلاح داخل المملكة حققت للقيادة الرشيدة مزيداً من كسب القلوب والعقول وهو تأييد بارز ضد أعداء الوطن. وتداخل العمل الوطني السعودي بكل فعالياته الإيجابية محلياً وعالمياً ليشكل طوقاً قوياً وحصناً منيعاً يحاصر فكر التطرف ويضرب قوى الإرهاب في أهم معاقلها لتتشتت بين مسارح بائسة ويعيش أفرادها حالة تشرد وضياع. وكشف اللواء أبو ساق خلال حديثة ل»الجزيرة» بقوله: أصبحت عناصر القاعدة تعيش على أمجاد وهمية تجترها من الفشل وتضخمها بين مرتادي مواقعها وإعلامها الهزيل. ولم يعد أمام قوى الإرهاب المتشردة والمطاردة بين أفغانستان والعراق واليمن وإفريقيا إلا الاستسلام والعودة للنجاة بأرواحهم وليس لهم من الآن فصاعداً غير الحصار والتشرد والهزيمة.
مضيفاً أنه في ظل هذه العزيمة السعودية لاستثمار الفوز واجتثاث الإرهاب وإدامة الأمن والاستقرار فإن كل عاقل يعلم أن قوى الإرهاب اليوم ومن يدور في فلكها يعيشون حالة من البؤس والضياع ويمارسون أفعالاً عبثية يائسة. وإن استسلام اثنين من المطلوبين حالياً وقد سبقهم عدد آخر يعد مؤشراً واضحاً أن قوى الإرهاب تشعر بالخطر وتعيش أسوأ أوقاتها. وبين أبو ساق بقوله: إنني على قناعة بأن حالات الاستسلام وطلب العودة جاءت نتيجة طبيعية لعزيمة القيادة السعودية وتفوق قوى الأمن السعودي في الاستطلاع والتحليل والقيادة وإحكام السيطرة على كل المستويات؛ مع تفوق ودقة في التنفيذ قيادياً وميدانياً وفنياً.