تونس - فرح التومي

سجل الترجي الرياضي التونسي فوزاً ثميناً على ضيفه الأهلي المصري وضمن ترشحه إلى الدور النهائي لسباق دوري أبطال إفريقيا لكرة القدم والتحق الترجي بذلك بفريق مازامبي الكونغولي. ففي جو من التوتر الواضح أنهى اللاعب النيجيري مايكل إنرامو أحلام لاعبي الأهلي بتسجيله هدف الانتصار الذي أدخل الكثير من البلبلة على صفوف ضيوف الترجي باعتباره حدث في الدقيقة الأولى للمباراة عن طريق لمسة يد واضحة جعلت لاعبي الأهلي يحتجون لدى حكم المباراة... اللقاء كان صعباً في مجمله لأنه جمع قمتين من قمم الكرة الإفريقية خاصة وأن «الأهلي المصري لم يكن سوى أحد عمالقة الكرة الإفريقية والأكثر تتويجاً بالألقاب القارية» على حد تعبير الصحف التونسية الصادرة الاثنين. وإضافة إلى هذا السجل الكروي الحافل فإن تاريخ الترجي الرياضي التونسي يفرض الاحترام وتجعل منافسيه يقرؤون له ألف حساب.

فلقد استفاقت العاصمة تونس صباح الأحد لتجد حيطان المدينة من شرقها إلى غربها تحمل اللونين الأحمر والأصفر وهما لونا علم فريق الترجي الرياضي التونسي ممثل الكرة التونسية في المغامرة الإفريقية وذلك بالرغم من البرد والأمطار التي لم تمنع آلاف المحبين من التحول منذ الصباح الباكر إلى أستاد رادس بضواحي العاصمة لمتابعة المقابلة الحاسمة التي جمعت الفريقين الملقبين «بالإخوة الأعداء

إذن بالرغم من المحاولات التونسية متعددة الأطراف لاستقبال الوفد المصري من لاعبين وإطار فني وإعلاميين وجمهور رياضي أحسن استقبال سعياً إلى طي صفحة أعمال العنف التي شهدها استاد القاهرة، فإن كل هذا التبجيل لم يمنع التوتر والعصبية من التسلل للقلوب خاصة بعد إقصاء الحكم للاعب المصري محمد بركات لحصوله على بطاقة حمراء مما ضاعف من تشنج زملائه فزادت أخطاؤهم ولكن الترجي لم يحسن استغلال النقص العددي لمنافسه فاكتفى الطرفان بهدف الترجي الذي سجل تأهله لنهائي المغامرة الإفريقية الذي سيضعه في مواجهة مع فريق مازمبي الكونغولي الديمقراطي.

وكعادة مثل هذه اللقاءات طغت التصريحات (النارية) والتحاليل المتحاملة على الحكم أساساً من جهة الأهلاويين الذين رأوا أن أبناء المدرب المثير للجدل التونسي فوزي البنزرتي ليسوا جديرين أكثر منهم بالتأهل.. في المقابل يرى الترجيون أن الهدف الذي أحرزه المهاجم النيجيري مايكل إنرامو - الذي جاء نتيجة لمسة يد واضحة لم يرها الحكم - يعتبر تحقيقاً للعدالة في إشارة إلى لمسة اليد نفسها التي سجل بها للاعب المصري محمد فضل هدف الأهلي الأول في لقاء الذهاب بإستاد القاهرة.

ويلتقي الترجي وفريق مازمبي الكونغولي الديمقراطي خلال هذا الشهر في الدور النهائي ذهاب في ملعب لوبومباشي على أن تحتضن تونس لقاء الذهاب. ويذكر أنها المرة الرابعة التي يبلغ فيها الترجي الدور النهائي بعد عام 1994 عندما فاز على حساب الزمالك المصري وعام 1999 بانسحابه أمام الرجاء البيضاوي فيما خسر عام 2000 أمام فريق هارتيس أوف أوك الغاني.. فهل يفعلها الترجي ويحصل على التاج الإفريقي؟