أظن لو أن كل سيداتنا وآنساتنا انضممن لحملة فاطمة قاروب المعنونة «كفاية إحراج» والمطروحة في «الفيس بوك»، فإن ذلك لن يقنع مسؤولينا بضرورة تسليم مسؤولية البيع في محلات الملابس النسائية للنساء.
لماذا أقول ذلك؟!
لأنني وزملائي الكتاب وزميلاتي الكاتبات، شاركنا بأقلامنا وظهرنا تلفزيونياً في حملات مشابهة، بل وأكثر حدة، دون أن يحرك ذلك شعرة من الشعرات المتبقية في صلعات المعنيين بهذا الأمر! والغريب أن هؤلاء السادة يضعون لك من التبريرات ما يمكن أن يملأ كل محلات المشدَّات النسائية في مركز المملكة ومركز الفيصيلية. وكل هذه التبريرات لا تأخذ سوى طابع الاحتياطات، وكأن الذي وضعها هو ولي أمر زوجاتنا وبناتنا، أو كأنه سيخاف عليهن أكثر من خوفنا على مصلحتهن.
يا ناس، «كفاية قلة أدب»، وأريحونا من هذا الملف المخجل. فإلى متى ننتظر أن يخرج علينا أحد بقرار يحافظ فيه على كرامة نسائنا، ويضمن لهن التسوق دون أن يخدش الباعة الرجال حياءهن، بكلامهم أو بنظراتهم أو بمحاولات التحرش بهن، عبر الإيحاءات المخلة بالآداب، وكيف لا تصدر هذه النظرات وهذه الإيحاءات، طالما أن الحديث بين المرأة والبائع سيكون حول أكثر خصوصيات الجسد؟!
وللمعنيين بإصدار هذا القرار، أسأل هذا السؤال:
إذا أنتم مصرِّون على إبقاء الرجال يبيعون للنساء ملابسهن الداخلية، فلماذا تزعلون عندما تحاسب المرأة للرجال في كاشيرات بندة؟!