فاصلة:
((لا ينبغي الحكم على الإنسان بما يجهل بل بما يعرف))
- حكمة عالمية -
لفت نظري في نتائج رسالة الماجستير الذي ناقشها مؤخرا زميلنا الأستاذ «سعد المحارب» عن» المحتوى الإخباري للرسائل النصية القصيرة أن تحليله لعينة الرسائل التي قام ببثها للجمهور عبر خمس وسائل إعلام جاء في مجملها أن المستخدمين يهتمون بالرسائل النصية القصيرة عبر الهاتف النقال التي تجيب عن سؤال ماذا بنسبة 100% وهي في رأيي نتيجة متوقعة لهوس الناس في كافة المجتمعات بمعرفة الأخبار والإجابة عن السؤال الدائم ماذا حدث؟
وفي دراسة جديدة لشركة ‹›نيلسن،›› للأبحاث ظهر أن ‹›هوس›› الرسائل النصية في ازدياد مستمر، خصوصا في أوساط الشباب، إذ يرسل كل مراهق في المتوسط أكثر من 3000 رسالة نصية قصيرة في الشهر الواحد، أي بمعدل ست رسائل في ساعات اليقظة.
دراسة زميلنا المحارب ذات أهمية حيث أصبحت الرسائل النصية جزءا لا يتجزأ من حياة الناس وقبل عامين أظهرت دراسة أجرت مسحا أن السبب الرئيس لاقتناء الهاتف المحمول كان السلامة والأمان، لكن الأمر لم يعد كذلك الآن، إذ قال 43 في المائة من المراهقين إن الرسائل النصية هي السبب الأول لحصولهم على الهاتف، في حين أن 34 في المائة منهم قال إنهم اقتنوا الهواتف المحمولة للبقاء على اتصال مع الأصدقاء.
نعود لدراسة المحارب التي أظهرت أن اغلب عينة الرسائل التي حللها أي بنسبة 85% كانت تهتم بالإجابة عن السؤال من وهذا برأيي يلخص اهتمام الناس بمعرفة صاحب الحدث وليس الاكتفاء بمعرفة الأحداث نفسها الذي فاجأني بالفعل أن جزء بسيط من العينة احتل نهاية قائمة الأسئلة الست وهو الإجابة عن السؤال كيف حيث جاء بنسبة 11% وفي تقديري أن هذا جزء من إشكالية إيقاع العصر السريع إذ لا وقت لديه لمعرفة كيفية وقوع الحدث وهو الاتجاه المنطقي لتحليل الخبر وإنما الاعتماد على الحدث نفسه وأبطاله.
التأثير الذي أحدثه استخدام تقنية الرسائل النصية القصيرة عبر الهاتف النقال في توزيع الأخبار في حياتنا ليس سهلا وقد أظهرت نتائج دراسة «المحارب» أن العنوان والمصدر لا يشكلان بعدا مهما في اهتمام الناس بتلقي الرسائل النصية وما أتوقعه أن لذلك علاقة ربما بثقتهم في المصدر أو هوسهم بتلقي الخبر دون الاهتمام بالمصداقية وهي إشكالية أخرى تدخل ضمن نسق المجتمع في قيم التواصل لديه.
ببساطة أراد الباحث أن يلفت نظرنا إلى أن رسائل الجوال التي نرسلها ونستقبلها ليست مجرد كلمات إنما تحمل الكثير من الأبعاد التي يمكن أن ينطلق منها
الباحثون إلى آفاق قد تقترب من الإعلام أو تبتعد عنه.