مالذي يمنع أن يطور لورانس (زعيم البالتوك) من أدواته وفكره ويقدم مادة مفيدة تليق بتحوله الجديد، مالذي يمنع من استقباله استقبال العائدين إلى مناطق الفكر والتربية والثقافة والحضور الإعلامي كشخصية لها مقوماتها الفنية التي جعلتها أشهر من نار على علم.
الذين رفضوا ظهور لورانس على قناة الإم بي سي في رمضان الفائت، يرفضون في ذات الوقت مبدأ التغير الذي سعى إليه هذا الفنان الموهوب، وكأنهم يريدونه كما هو بنفس توجهه السابق، رفضوه رغم كل المحاولات التي سعى إليها لورانس ليثبت أنه بدأ حياة فنية جديدة يستخدم خلالها أدواته الفنية بالصورة المثلى وبالشكل الذي يطمح إليه الجميع.
لا ندري ما الذي يجعل البعض من الذي تابعوا لورانس يلصقونه بالماضي وكأن الإنسان بلا حاضر ومستقبل، يريدون أن يكون مرتبطا بسيرته السابقة ولا يريدون أن يصفحوا عنه، وكأن الناس مرتبطون بتصوراتهم هم وحدهم، لماذا كل هذا التحامل على رجل قال : أريد أن أحدث نقلة في حياتي الفنية، قال وفعل وقدم مادة فنية راقية تليق بقناة لها مكانتها الإعلامية عربيا.
عندما استمعت للوهلة الأولى ل لورانس في غرف البالتوك دهشت من الموهبة الكبيرة التي يحملها، ظهر للعالم كشخصية لا تمل من حديثها ونكاتها وتعليقاتها، كان دقيقا جدا جدا جدا في تفكيك السلوك الاجتماعي وكان صريحا وصادقا في ذلك، كان يكشف الأوجه المختلفة التي يسير بها الناس، لا يتردد مطلقا من إزالة الأقنعة التي يخفي خلفها البعض جزءا من حياتهم.
ربما لا تكون تلك الألفاظ التي يراها البعض بذيئة جدا، لها ذلك السوء الذي ظهرت به، إذا ما وضعناها في سياقها التي ولدت فيه، ولا سيما إذا ما اعتبرناها جزءا من بنية الموقف، وإذا ما أردنا أن نحاكم هذه الألفاظ خارج موقفها، فإننا سنحاكمها هي الأخرى في المجالس اليومية الشعبية التي تتطاير فيها هذه المفردات أمام الكبير والصغير.
يحسب لقناة الإم بي سي أن تعاملت مع هذا الفنان بروحه الجديدة، بعيدا عن الأحكام المسبقة، وهي خطوة تصب لصالح إنسان يريد أن يكون فنانا بكل المقاييس فهو ليس أقل من غيره، بل هو منافس قوي جدا في عالم الكوميديا.
كان لورانس يتساءل لماذا هو لم يظهر إعلاميا وغيره ممن هم أقل منه موهبة يملؤون الآفاق، كان يتساءل بحرقه، فيما هو الآن يطل من أشهر قناة فضائية، وأظنه سيكون له شأن قريبا.
من جهة أخرى نقدر للكاتب عبد العزيز المدهش جهده في كتابة نص (شوربة دجاج) وتعاونه مع لورانس بهذه الروح الجميلة، كما نقدر لقناة الإم بي سي تفهمها لفنان يريد أن يقدم فنا راقيا يضيفه إلى رصيده.