Tuesday  19/10/2010 Issue 13900

الثلاثاء 11 ذو القعدة 1431  العدد  13900

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

           

«حمار الانتخابات»،هي صورة وزعتها وكالة أخبار رويترز، خلال الانتخابات الأفغانية النيابية السابقة. الحمار يسقط على الأرض من فرط حمولة التجهيزات الانتخابية فوق ظهره، كصناديق واستمارات الترشيح. سقط منهكا بين مرتفعات وادي بإنشير العالية، صورة تجمع عددا من الأطفال الذين ينظرون للحمار المنهك بفرح.

طبعا تمت الانتخابات وفاز زعماء القبائل وأصحاب المال والمقربون من السلطة، ولم يتغير شيء في أفغانستان، وبقي الرئيس من جديد يفاوض جماعة طالبان على السلم الأهلي المفقود.

لكن لنفترض أنها أقيمت بنزاهة غير معهودة ماذا سيحدث؟، ستفوز طالبان بالتاكيد، لديها القوة والمال، من حماية طرق الأفيون، ولما تفرضه من أتاوت، ولديها أتباع في مجتمع تعمه الأمية والجهل.

ولو أقيمت انتخابات نزيهة في أي بلد عربي آخر، سينتصر الإسلام السياسي بفارق كبير، فالمجتمعات مسيطر عليها ولعقود في التعليم والمناشط الاجتماعية والعامة، مدعومة بالفتاوى والعواطف، وستتولى السلطة.

وهنا لا مشكلة إطلاقا لأننا اخترنا التصويت والديمقراطية كأفضل حل وصلت له البشرية حتى اليوم للتعبرعن رأيها و اختيارها. صحيح أنها قد ترجع مجتمعاته للخلف وتسبب أزمات اقتصادية واجتماعية، كما تفعل حماس مثلا، لأن هذه الجماعات لاتملك مشروعا غير بيع الأحلام والخطابات، لكن أيضا لا شيء يمنع تحمل هذه النتائج، طالما هذا هو خيار الناس وقدرتهم.

لكن تلك الممارسة ستكون مجرد وسيلة تبررالغاية، لنتابع حشد قوى الإسلام السياسي لأتباعها للمشاركة في العملية الانتخابية والإقبال عليها بعد تردد، أو في اللحظات الأخيرة - جماعة الإخوان في مصر والأردن نموذجا-، إنه يبرز هذ استخدام مؤقت لوسيلة تبررها الغاية، أي الانقلاب على الآلية الذي استخدمتها للوصل للسلطة-، والتمسك بها للأبد، كما فعلت كل الثورات العربية.

لديها مشروعية جاهزة لقلب أي نظام ديمقراطي عبر فتوى، بل عشرين فتوى تحرم وتجرم التصويت، يؤكد ذلك رفضها في أدبياتها للفكرة الديمقراطية أصلا. وهو ما يجعل الانتخابات مشروعا وصوليا بامتياز لجماعات قائمة على إلغاء الآخر تماما، والإقصاء.

وفي ظل غياب مؤسسات القانون المستقلة، وجهاز القضاء الرشيد والصالح ، وقوى حامية -المؤسسة العسكرية- لحماية الديمقراطية، كما في النموذج التركي، أي خروج المؤسسات من التبعية الأيدلوجية السياسية بشكل مستقل وقوي، تصبح الانتخابات لعبة جذب ليس إلا، بين السلطة الرسمية وقوى المعارضة أو تلك التي تعتقد أنها معارضة، أو إسلامية سياسية.

لذا الديمقراطية بصورة الحمار تلك، ليست مهمة دون حماية لها من انقلاب من يصلون إلى السلطة عبرها، أو حماية الحمار من أثقاله.

إلى لقاء..

 

ماذا لو فاز الإخوان أو طالبان..؟!
ناصر الصِرامي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة