اعتدنا أن نقرأ في هذا الوقت من كل عام، أخباراً وتقارير صحفية عن أحوال الشتاء وكيف سيكون البرد أو كيف ستكون الأمطار. وفي أغلب الأحوال، لا نستعد ولا يستعد أحد من المسؤولين لذلك الشتاء ولما سيحصل فيه، وينتهي الأمر بانتهاء قراءتنا للجريدة، حتى ولو كان هناك تحذير من أعاصير وعواصف وفيضانات.
في ذات الإطار، فلقد نشرت الصحف قبل أيام خبراً يقول بأن المملكة ستشهد نهاية هذا العام (وبحسب مراصد روسية متخصصة في تحليل الظواهر المناخية) شتاءً غير اعتيادي يصحبه انخفاض شديد في درجات الحرارة مع توقعات بأمطار غزيرة وسيول جارفة تضرب عدداً من المناطق خصوصاً منطقة مكة المكرمة.
من جهتها أصدرت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة تقريراً مناخياً يوضح كافة الملامح المناخية المتوقع حدوثها خلال فترة الشهرين المقبلة وتحديداً من 14 شوال الجاري حتى 15 محرم المقبل. وقد أشار التقرير إلى هطول أمطار خلال الفترة المقبلة ولكن قد لا تصل لنفس مستوى ما ذكره التقرير الروسي.
وما بين هذين التوقعين، نأمل أن تتخذ الجهات المعنية، الدفاع المدني والبلديات وغيرها من إدارات الخدمة ذات العلاقة، الإجراءات اللازمة، بما يليق والتنبؤات الروسية، وسوف لن يضر هذه الإدارات شيء إن لم تصدق المراصد. فالبقاء على أهبة الاستعداد طيلة أيام العام، هو من صميم عملها، فكيف أثناء الأزمات المناخية والتي قد ينتج عنها خسائر في الأرواح والمنشآت، كما حدث العام الماضي في جدة والرياض.
ها نحن نقول هذا الكلام من الآن، لكيلا يطلع علينا أحد، محتجاً:
- لماذا لم تخبرونا من بدري؟!