بدعوة كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة لحضور حفل افتتاح فعاليات سوق عكاظ، ففي يوم الاثنين الموافق 18/10/1431هـ توجهت للطائف مع جمع من الأدباء والمثقفين، وقد افتتح سموه الحفل في احتفالية بدأت بعدها فعاليات السوق بعد انقطاع دام أكثر من ألف وثلاثمائة عام، فأعاد سموه وهجه السابق كرمز ثقافي ونقطة مضيئة في صفحة التراث والأدب العربي، ودعا سموه خلال اللقاء مع الإعلاميين والمثقفين تضافر الجهود لنقل سوق عكاظ إلى العالمية والوصول بوطننا إلى أفضل مكانة متقدمة علمياً وحضارياً وثقافياً، وأكد أن سوق عكاظ سوف يعيد إلى الشباب أهمية الثقافة في ذلك الوقت ويكشف لهم تاريخ وحضارة قديمة شهدتها بلادهم وبتعاون الجميع سنصل بسوق عكاظ إلى مكانة عالمية.
لقد كان سوق عكاظ بالأمس وكنا من أركان الحياة الاجتماعية والثقافية والتجارية والسياسية لدى العرب تنتظر موعده القبائل لتجتمع فيه فيقرب بين لهجاتها ويفضل شعراءها بعضهم على بعض، ويقيم معرضاً تجارياً للبيع والشراء، ورأيناه اليوم يعود لمكانته مجدداً ليكون ركناً أصيلاً في صناعة الحياة الأدبية والمعرفية والعلمية فتلتقي فيه الثقافات والفنون وتلقى فيه الخطب والقصائد وتعلن فيه الجوائز والمنافسات ويتدارس فيه الباحثون والخبراء والمثقفون، وبين حياة الأمس وحياة اليوم يطل سوق عكاظ بماض عريق وحاضر مشرف وغد واعد بالمزيد. لقد كان حفلاً بهيجاً جمع الفكر والثقافة والشعر والأدب والفنون على مائدة الوعي وانطلقت ندواته في حلة جديدة لنخبة من المفكرين العرب والسعوديين لقد كان امتدادا واعيا لعكاظ الماضي واستشراف المستقبل، ولقد كنا حين نعود للفندق يتجلى مشهد آخر للسوق، حيث تحول بهو الفندق إلى سوق عكاظ يتحلق في رحابه الأدباء والشعراء حيث نسمع قصائد للشعراء وتجارب الأدباء وقضايا تشغل الوسط الثقافي لقد كانت أمسيات مفتوحة عابقة بالشعر والآداب واللغة والتاريخ، وهذا يدخل سوق عكاظ في صميم الحراك الثقافي والفكري وصار أبرز ملتقى ثقافي في بلادنا. وفق الله الجميع.