أن تعد فرقة إنقاذ للقيام بمهام محددة ومحصورة في النطاق المحلي فعليك أن تلحق هذه المجموعة بدورات تدريبية وتأهيلية وتخصصية تتلاءم وطبيعة المنطقة التي سوف تعمل بها هذه الفرقة، لكن أن تعد فريقاً سعودياً للإنقاذ يعمل خارج حدود الوطن جنباً إلى جنب مع الفرق العالمية، فإن ذلك سوف يأخذ من الجهة المسؤولة عنه وهي المديرية العامة للدفاع المدني جهداً وعملاً وتخطيطاً كبيراً وجيداً حتى يتم تأهيل هذا الفريق وإعداده إعداداً سليماً من النواحي التدريبية والتجهيزات الفنية التي تمكنه من القيام بإنجاز المهمة المكلف بها خير قيام، وهذا ما حدث لفريق الإنقاذ السعودي حيث كنت وأنا على رأس الخدمة مشاركاً في التخطيط لإنشاء هذا الفريق فيما يخص الجوانب الإعلامية، حيث ألحق أفراد الفريق بدورات تدريبية تخصصية داخلية وخارجية مكثفة في إيطاليا وفرنسا وجمهورية مصر العربيشة الشقيقة مع توفير كل التجهيزات الفنية التي يحتاج إليها الفريق مثل وسائل الإنقاذ والإسعاف المتنوعة والمتطورة ووسائل الحماية الشخصية التي تعين الفرد على القيام بعمله في جوٍ من الأمن والسلامة، وقد حددت مهام الفريق في القيام بعمليات الإنقاذ من حوادث الزلازل والانهيارات والسيول والفيضانات وتسربات المواد الكيماوية والمشعة، حيث تم تأمين حاويات (مقطورات) محمولة جواً أو بحراً تحتوي على تجهيزات خاصة للتدخل في حوادث الزلازل والانهيارات الأرضية وتسربات المواد الكيماوية والمشعة في المصانع والمستودعات والناقلات على الطرق السريعة وكذلك الزوارق المطاطية ومضخات الشفط للتدخل في حوادث الفيضانات والسيول.
إن مشاركة فريق الإنقاذ السعودي مؤخراً في كارثة الفيضانات في باكستان كانت موفقة، ومن المناسب أن نشيد بتسليم كل معدات وآليات وتجهيزات فريق الإنقاذ السعودي إلى الحكومة الباكستانية الشقيقة هدية من المملكة العربية السعودية، وهذا ليس بمستغرب من مملكة الإنسانية التي يقودها خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - دعمها للأشقاء في دولة باكستان نظير الكارثة التي ألمت بهم، حيث وجدت صدىً طيباً وإيجابياً على المستويين الرسمي والشعبي وعدّوا ذلك استمراراً لمواقف المملكة المتعددة والمشرّفة منذ بداية الكارثة وحتى التخفيف من حدتها.
إنني أكتب هذا المقال من خلال متابعتي للتغطية الإعلامية الجيدة عبر وسائل الإعلام المختلفة ومن قبل المتحدث الإعلامي للمديرية العامة للدفاع المدني لمراحل استعداد الفريق ومغادرته للمملكة ووصوله لدولة باكستان ومباشرته للمهام المكلف بها.
تحية احترام وتقدير وإجلال لكل ضباط وأفراد وطاقم فريق الإنقاذ السعودي على جهودهم وإنجازاتهم التي تسجل بأحرف من ذهب، ولكل من وقف خلف هذا الإنجاز الكبير، وجعل الله حسناتها في سجل وميزان من أمر وأشرف وتابع مهمته، وإلى مزيد من عطاءات مملكة الإنسانية داخل المملكة وخارجها.
متخصص في شؤون الأمن والسلامة والمتطوعين