|
الأحساء - «الجزيرة»
تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز، أمير المنطقة الشرقية، تنظم وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الدورة الثانية عشرة لمعرض وسائل الدعوة إلى الله (كن داعياً) يوم الثلاثاء الحادي عشر من شهر ذي القعدة الجاري، في ساحة الاحتفالات بمحافظة الأحساء، ويستمر حتى العشرين من الشهر ذاته.
وبهذه المناسبة عبَّر لفيف من المسؤولين ورجالات الدعوة عن شكرهم لله سبحانه وتعالى؛ أن يسَّر مثل هذه الأعمال المباركة التي تتواصل سنوياً. مؤكدين أن معرض (كن داعياً) من خلال دوراته الإحدى عشرة الماضية من أبرز البرامج الدعوية التي نفذتها الوزارة في إطار رسالتها الإسلامية وخدمة الدعوة إلى الله؛ حيث أسهم المعرض في تعريف عموم الناس بمختلف وسائل الدعوة إلى الله وكيفية الاستفادة منها في نشر دين الله، ودعوتهم إلى صراط الله المستقيم.
التواصل بين الدعاة
بداية أكد وكيل وزارة الشؤون الإسلامية لشؤون المساجد والدعوة والإرشاد الدكتور توفيق بن عبدالعزيز السديري أهمية إقامة هذه المعارض الدعوية باعتبارها إحدى الوسائل للدعوة إلى الله تعالى، كما تتجلى أهميتها من كونها تُعرِّف الدعاة بوسائل جديدة في الدعوة إلى الله، وتحقق التواصل بين الدعاة؛ ليستفيد بعضهم من بعض من الخبرات المختلفة؛ فكل مؤسسة ومكتب دعوي وكل داعية لهم تجربة يمكن أن يعرضوا هذه التجربة، وكل وسيلة من الوسائل سواء قديمة أو جديدة تعرض في هذا المعرض؛ وبالتالي يكون هناك تلاقح للأفكار، ويكون هناك تنبيه لوسائل قد يغفل عنها كثير من الناس؛ فكثير مثلاً من مؤسساتنا الرسمية وغير الرسمية لها دور في مجال الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، وقد يكون دوراً غير مباشر.
وأشار د. السديري إلى أن المعرض يركز على الاهتمام بدور كل جهة سواء كانت حكومية أو غير حكومية في مجال الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى في ضوء تخصصها؛ فذلك هدف رئيسي من أهدافه، وكذلك الاستفادة من تجارب الآخرين، وإثراء الموسوعة الدعوية والجانب الدعوي بوسائل جديدة وبتجارب مفيدة ومثرية - إن شاء الله - لا شك أن لها أثرًا على المتلقين والجمهور، وهم المستهدفون في هذه المعارض؛ لأن الفرد المسلم داعية في بيته، وفي مكان عمله، وفي الطريق آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر، وكل هذا يقع في نطاق الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى؛ وبالتالي توعية الناس بوسائل الدعوة إلى الله أمر مهم جدًّا؛ لأن الوسائل المفيدة توصل الرسالة بأقرب طريق، وهي هدف كبير لوزارة الشؤون الإسلامية من خلال إقامتها هذه المعارض.
المرأة والطفل
من جهته قال وكيل الوزارة للشؤون المساعد لشؤون الدعوة نائب رئيس اللجنة المنظمة للمعرض الشيخ عبدالرحمن بن غنام الغنام: إن معارض الدعوة تُعدُّ إسهاماً فعالاً في جعل جميع الوسائل الدعوية التي تظهر في الساحة بينة ظاهرة بين يدي الزائر، وأنها تبين كيفية استخدام وسائل الدعوة المختلفة والإفادة منها؛ حيث تقوم الوزارة في كل معرض بتعريف الزائر بالوسائل الدعوية الجديدة والحديثة في الدعوة إلى الله. مؤكداً أن كل فرد من أمة محمد صلى الله عليه وسلم عليه واجب عيني بمقدار صلاحيته، وهدف المعرف أن يعينهم على اختيار الوسائل المناسبة للزمان والمكان وحال المدعوين.
وعدَّ الشيخ عبد الرحمن الغنام المعارض الدعوية تجمعاً يغطي جميع الجوانب التي نريد توفيرها لمن أراد أن يدعو إلى الله؛ ففي مجال الأطفال يجد الداعي - إن شاء الله - ما يساعده في دعوة الأطفال، ومن أراد أن ينشط في دعوة الناشئة والشباب يجد ما يحفزه نحو ذلك، ومن أراد أن يجتهد في دعوة الجزء الثاني من المجتمع وهو المرأة، الركن الذي ينبغي أن نهتم به دائماً وأبداً، يجد فيه - إن شاء الله - من الوسائل ما يعينه، ومن أراد أن يدعو مسلماً عاصياً يجد ذلك، ومن أراد أن يدعو هدف الدعوة الأول، وهو الكافر، يجد لدينا ما يعينه في ذلك - ولله الحمد -.
نجاح المعرض
وفي السياق نفسه يشير الأمين العام لمجلس الدعوة والإرشاد الدكتور علي بن محمد العجلان إلى أن الزائر لهذا المعرض في دوراته الماضية واللاحقة كان وسيكون - بإذن الله - على علم ومعرفة بما تقوم به قيادته ومجتمعه من دعم للدعوة إلى الله من خلال فعاليات هذه المعارض التي أثبتت نجاحها وتميزها، وها هو هذا المعرض يحل ضيفاً كريماً للمرة الثانية في المنطقة الشرقية؛ ليكون دليلاً صادقاً على استمرارية النهج الدعوي المبارك الذي تبناه ولاة الأمر في هذه البلاد المباركة. مؤكداً أن ذلك يُعدّ لبنة من لبنات بناء الدعوة وشموليتها، والتزاما حقيقيا بإعلاء كلمة الله، وتحقيق العبودية له سبحانه وتعالى.
تطوُّر مطرد
ويؤكد رئيس جهاز الإرشاد والتوجيه بالحرس الوطني الدكتور إبراهيم بن محمد أبو عباة أن الجهاز استفاد من المشاركات السابقة في معرض (كن داعياً)؛ حيث عرض فيها أحدث الطرق والبرامج والأنشطة والأفكار الدعوية، بتنوع الأساليب الإرشادية والتوعوية التي تنفذها الجهات الدعوية المختلفة التي شاركت في المعرض في دوراته الماضية، سواء من خلال أسلوب الكلمة أو عن طريق وسائط دعوية مرئية أو مسموعة أو من خلال وسائل مطبوعة، وغيرها من الطرق المتنوعة الحديثة؛ حيث تم خلال المشاركة في المعارض السابقة التعرف على الوسائل الدعوية التي لها تأثير كبير على الشرائح المستهدفة من الناس من خلال إقبالهم الكبير عليها أكثر من غيرها. واصفاً فكرة المعارض بأنها فكرة متميزة وبادرة خيّرة؛ حيث إن المعارض السابقة لاقت وحظيت بنجاح كبير؛ فالناس عامة هم اليوم بحاجة ماسة إلى من يذكرهم بأهمية الدعوة إلى الله في العصر الذي نعيشه، الذي هو أقوى تأثيراً وأكثر فعالية.
وأثنى د. أبو عباة على ما حققه (كن داعياً) في سنواته الماضية من أهداف عديدة وتطور مطرد؛ إذ استطاع المعرض استقطاب أعداد كبيرة من الزوّار من شرائح المجتمع كافة.
الرسالة الشاملة
وفي الشأن ذاته أشاد الدكتور سعد بن عبدالله البريك، الداعية المعروف، بمعرض (كن داعياً)، والثمار المباركة التي حققها المعرض في دوراته السابقة. متمنياً النجاح للمعرض في دوراته اللاحقة في خدمة الدعوة إلى الله ورسالة الإسلام، ومؤكداً في الوقت ذاته أن رسالة الدعاة رسالة شاملة متنوعة، تنتظم في مجالاتٍ مختلفة، فضلاً عن الدعوة إلى الله ونشر العلم، كغرس الآداب والأخلاق الحميدة، وتحقيق الأمن الحسي والفكري والاجتماعي، وترسيخ أواصر المحبة بين الناس، وروابط الألفة بين الأفراد؛ حيث إن الدور الذي يقوم به الدعاة لا يتعارض البتة مع دور مؤسسات الدولة، بل إنه دور يتكامل مع دور الدولة ومؤسساتها؛ لأنه يمثل نقطة الانطلاق لتلك المؤسسات؛ فهم يُفقّهون الناس أفراداً وجماعات بالشريعة التي تنظم حياتهم، والمخالفات التي يعاقبون عليها في الدنيا والآخرة؛ ومن هنا يأتي تنوُّع رسالة الدعاة، ما بين اجتماعيّة وتربويّة وأمنية واقتصاديّة وسياسيّة وثقافيّة وعلمية.
وطالب د. البريك الدعاة بالتركيز على ما يمر به المجتمع من مشكلات اجتماعية وفكرية، وعلاجها، وشدد على الالتفاف حول العلماء وولاة الأمر ولزوم الجماعة وحذَّر من الفرقة؛ قال تعالى: {وَإذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الخَوْفِ أَذَاعُوا بِه وَلَوْ رَدُّوه إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولى الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَه الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَه مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ الله عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُه لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلا قَلِيلاً}؛ فواجب الدعاة التركيز بشكل كبير على وجوب لزوم جماعة المسلمين ورص الصفوف من الداخل؛ فذلك مطلب مُلحّ وضرورة استراتيجية لمواجهة الأخطار المحدقة. ولا يتأتى ذلك إلا بالاعتصام بالوحي المعصوم وطاعة ولاة الأمر من علماء وحكام وإعانتهم وشد أزرهم؛ ففي هذا مصلحة الدين والدنيا، وضده يجلب فساد الدين والدنيا.