|
بيروت - منير الحافي - وكالات :
اختتم الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد زيارته إلى لبنان أمس الخميس، بجولة في الجنوب توقف خلالها، بدعوة من حليفه حزب الله، في مدينة بنت جبيل على بعد كيلومترات قليلة من إسرائيل التي يدعو إلى إزالتها من الوجود.
ووصل الرئيس الإيراني إلى بنت جبيل الجنوبية الواقعة على بعد حوالي أربعة كيلومترات من الحدود مع إسرائيل الساعة الثالثة والنصف من بعد الظهر 12.30 (ت غ) حيث نظم حزب الله احتفالا شعبيا في الملعب البلدي في المدينة التي تعرضت لتدمير واسع خلال حرب تموز/يوليو 2006 بين حزب الله وإسرائيل.
وواصل الرئيس الإيراني الذي أعلن أمس الأول في خطابه المسائي أن النظام الدولي الذي تهيمن عليه الولايات المتحدة يتجه إلى التغيير وأن إسرائيل تتجه إلى «هاوية السقوط»، حملته أمس الخميس على الغرب. وقال في محاضرة ألقاها في الجامعة اللبنانية (قطاع عام) حضرها عدد كبير من الطلاب والأساتذة إن الغربيين «حاولوا خداعنا بالقول إن الطاقة الذرية تعادل القنبلة الذرية»، معدداً فوائد علمية للطاقة الذرية في قطاعات علمية «لخدمة البشرية». ومنحت إدارة الجامعة أحمدي نجاد دكتوراه فخرية في العلوم السياسية. واجتمع الرئيس الإيراني ظهرا مع رئيس الحكومة الذي دعا إلى مأدبة غداء في السراي الحكومي على شرفه.
من جانب آخر اعتبر البيت الأبيض أن الزيارة الرسمية التي يقوم بها الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد إلى لبنان تظهر أن اهتمام حزب الله بإيران يفوق اهتمامه باللبنانيين. وقال المتحدث باسم الرئاسة روبرت غيبس إن زيارة أحمدي نجاد للقرى الحدودية مع إسرائيل تظهر تمادي الرئيس الإيراني في «سلوكه الاستفزازي». وأضاف «أعتقد أن (هذه الزيارة) تظهر أيضا أن حزب الله يبدو أكثر ولاء لإيران منه للبنان».
من جهتها قالت إسرائيل أمس الخميس إنها تراقب زيارة الرئيس الإيراني لحدود لبنان الجنوبية المتاخمة لإسرائيل، عن كثب. وقال عاموس جلعاد أحد كبار مسؤولي الأمن في إسرائيل: «إن إيران تريد أن تحول لبنان بشكل كامل إلى امتداد إيراني». ووصف جلعاد الذي يشغل منصب رئيس دائرة الأمن السياسي في وزارة الدفاع الإسرائيلية، سماح القيادة اللبنانية لرجل ليس عربياً وقائد متطرف بتدمير لبنان من الداخل بأنها «مأساة».
ورفع الجيش الإسرائيلي حالة الاستنفار في صفوف قواته التي كان قد أعلنها منذ يومين على طول حدوده الشمالية بسبب الزيارة التي سيقوم بها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى الجنوب اللبناني.
وتحدثت التقارير الأمنية عن دخول تعزيزات عسكرية إسرائيلية آلية وبشرية إضافية إلى المواقع الإسرائيلية الأمامية المتاخمة للمناطق اللبنانية المحررة في القطاع الشرقي وقد تزامنت هذه التحركات والتعزيزات مع تحليق مكثف للطيران الحربي والمروحي والتجسسي من دون طيار فوق منطقة الجليل في الأراضي الفلسطينية المحتلة وصولاً إلى مزارع شبعا اللبنانية المحتلة.