يقول الكاتب عبد العزيز الدغيثر في عموده بهذه الجريدة (وش عرفك بالكذبة قال من كبرها وإلا هل يعقل أن تطغى جماهيرية الشباب على جماهيرية الرائد والتعاون والوحدة)، هكذا نحن وبكل بساطة نعلق على الأحداث ونطلق الأحكام دون روّية أو تمحيص، وهذا دائماً ما يحدث حينما يكون الحديث عابراً وفي جلسة خاصة، وهذا ما اعتدناه، أما أن يكون من خلال منبر إعلامي ولكاتب رياضي محترف فهذا ما يدعو إلى الاستغراب خصوصاً حينما يكون الكلام فيه نوع من الفرية!!
ولكن يبدو أن الأخ عبد العزيز قد استسهل الموضوع حينما أطلق حكمه الجائر مستنداً إلى دليل ضعيف وهش لا يمكن أن يعوّل عليه من لديه أدنى معرفة وإلمام بعلم الإحصاء وآلياته لأنه علم قائم على دراسات وأسس متعارف عليها وليس مبنياً على التخمين والظن والرغبة.
ودون شك فإن لكل شخص مطلق الحريّة في انتقاد الآليّة التي تمّ بها مثل ذلك الاستفتاء كما أن له الحق في القبول والرفض ولكن بطريقة منهجية تحترم العمل والجهد المبذول بعيداً عن الاتهام بالكذب وخلافه.
ولعله قد غاب عن كاتبنا العزيز أو أنه غيّب ذلك لغرض في نفس يعقوب أن الاستفتاء المذكور لا يمكن أن يخدم نادياً تنحصر جماهيره في مدينة واحدة لأن العيّنة العشوائية والتي ستشمل جميع مدن المملكة ستخرجه من المعادلة وهذا ما جعل الشباب يتفوق على تلك الأندية لأنه يملك جماهيراً في جميع مناطق المملكة وإن كانت قليلة إلا أنه بالمحصلة النهائية وبتلك الآليّة سيتفوّق عليها. ولعلنا هنا نقف احتراماً حينما نسمع من شخص مثل الأستاذ (عادل عزّت) المسئول عن استفتاء شركة إبسيوس وهو الأهلاوي حتى النخاع كما ذكر حينما يقول (إن تفوّق الهلال جماهيرياً على الأهلي في مدينة جدة قد فاجأه وأزعجه في نفس الوقت ولكن الأمانة العلمية والمهنية تحتم عليه إظهار ذلك رغم إنزعاجه).
كما نرفع القبعة احتراماً للأمير تركي بن خالد حينما صرح علناً عن اقتناعه بأن الهلال هو الأول جماهيرياً رغم انتمائه إلى المنافس.
كم نحن بحاجة إلى مثل تلك العقول النيّرة، ولكن يبدو أن وسطنا الرياضي الموبوء بالتعصب والكراهيّة ورفض الواقع لا يتسع لهؤلاء وأمثالهم.
صالح المرزوقي
