يعلم الإنسان القريب من الأندية وخاصة أندية الدرجة الثالثة والثانية أن حال هذه الأندية.. لا يختلف عن حال النباتات الصحراوية التي تواجه الحر الشديد والبرد القارص.. والجفاف وتقلبات الأجواء القاسية جدا.. وشح المياه.. وبصفتي أحد العاملين سابقاً بأحد هذه الأندية يسرني ويسعدني أن أورد لكم بعضا من معاناة هذه الأندية.. تصرف الرئاسة العامة لرعاية الشباب حوالي 28 مليون ريال سنويا كإعانة لعدد (153 ناد.. ويكون نصيب كل نادٍ حوالي (170) ألف ريال سنويا والنادي تضم كشوفات حوالي (350) لاعبا في مختلف الألعاب والدرجات وعندما نغفل أو نتجاهل المصروفات النثرية وفواتير الخدمات كالماء والكهرباء والاتصالات ورواتب العاملين فماذا سيقدم هذا المبلغ وكيف سيعين الأندية على تنفيذ أنشطتها.
وهنا أتوجه بسؤال لكل رياضي ومسؤول بالرئاسة هل ننتظر نتيجة من أندية ملاعبها ترابية وبدون صيانة وبدون أعضاء شرف وبدون دعم ونحن نعلم أن الرياضة هي الضلع الثالث بعد التعليم والصحة والصرف على الرياضة يدخل تحت درهم وقاية خير من قنطار علاج والصرف على الأندية ضرورة ملحة لعدة أسباب رياضية وصحية وأمنية وأخلاقية، فلو تم الصرف على الأندية كما كان قبل حوالي عشرين سنة عندما كانت الإعانة السنوية تصل إلى حوالي نصف مليون قبل الاحتراف والتطور الذي كان من المفروض أن تزيد معه الإعانات ولو تم الصرف على الأندية كما كان في السابق لتطورت الألعاب وأشغلنا أوقات الشباب بما ينفع وأدخلناهم في أجواء تنافسية وصقلنا مواهبهم وطورنها.
ومن هذا المنبر البارز ومن صفحات الجزيرة أتوجه وأوجه نداء من محب مجرب إلى كل مسؤول له صلة.. أنقذوا الأندية من الفقر والشح قبل أن تغلق أبوابها وتنقرض وتندثر وأعيدوها كما كانت غنية بالبرامج والأنشطة وتعج بالشباب ثقافيا واجتماعيا ورياضيا، فالوطن يحب شبابه وشبابه يحبونه والقيادة تسعى دائما لنكون بالطليعة، والشباب عماد الأمة ورجال المستقبل ويستحقون مساعدتهم وإسعادهم ودعمهم من خلال الأندية الرياضية التي تئن من الفقر والعجز المادي والديون وعدم وجود الملاعب والرياضة النموذجية لجميع الأندية حيث إن المنشآت تقتصر على أندية دون أخرى وهذا هو الحال منذ ثلاثين سنة.
سليمان علي الصويان – الرس - مدير نادي الخلود والمشرف على كرة القدم سابقاً