قرأت ما كتبه الأخ م. عبد العزيز السحيباني في عدد الجزيرة رقم (13827) في 26-8-1431هـ ثم قرأت تعقيب الأخ إبراهيم القيشان من محافظة عنيزة بالعدد رقم (13857) الصادر يوم الاثنين الموافق 27-9-1431هـ، حول نشأة السكرية، وقد أعجبني صراحة وصدق الأخ إبراهيم، وتأكيده على أنّ منشأ السكرية في مزرعة الجمعة بحويلان جنوب غرب مدينة بريدة، أما البرحي فنشأت بعنيزة بعد أن جلبها ابن بسام من البصرة بالعراق، وأضيف هنا أنّ السكرية الحمراء التي انتشرت مؤخراً وعرفت بمذاقها الطيب اشتهرت بها محافظة المذنب.
وهنا أود أن أقول بأنّ ما جعل السكرية تشتهر وتعتبر أهم الأنواع وأبرزها وأغلاها ثمناً (أقصد السكرية الصفراء)، هو إمكانية ضمدها (كنزها) وكذلك - وهذا هو الأهم - إمكانية حفظها بثلاجات التجميد (الفريزرات)، والأخذ منها متى ما أردت، دون أن تتغير وهذا ما زاد الطلب عليها، وزاد من اشتهارها وذياع صيتها، في حين كانت قبل عهد (الفريزرات) غير مرغوبة، كما قال في ذلك أحد كبار السن، لدرجة أنّ البعض يضعها مع بعض الأصناف للغش!! وقد ازداد سروري وفرحي مؤخراً برؤية مهرجان التمور في منطقة القصيم، ومن أبرزها مهرجان بريدة الدولي للتمور، والذي تم خلاله وفي مدة ثمانية عشر يوماً فقط بيع تمور بمبلغ (أربعمائة وخمسين مليون ريال)، فهو المهرجان الدولي الأول والسوق الأكبر عالمياً لبيع التمور والذي شهد صفقات بيع وشراء بالآلاف، ومن أبرزها أكبر صفقة وعملية لبيع التمور بالعالم، وتم خلالها بيع ستة آلاف وخمسمائة سطل دفعة واحدة بمبلغ مائة ألف ريال.
إن المرء ليشعر بالفخر والاعتزاز، وهو يرى شبابنا يمارسون عمليات البيع والشراء، وتكوين شركات مصغرة فيما بينهم، ويبذلون جهوداً كبيرة للرزق الحلال مما كان له الأثر الأكبر في نجاح وتألق هذا السوق الدولي الذي قامت بتغيطته ومتابعة نجاحه عدة محطات تلفزيونية ووكالات أنباء دولية، وقد وصلت تمور مدينة بريدة ولله الحمد إلى مختلف أنحاء العالم.
عبد العزيز بن صالح الدباسي –بريدة