تحت هذا العنوان جاء مقال الأخ محمد آل الشيخ في صحيفة الجزيرة الصادرة يوم الخميس الموافق 23-10-1431ه ضمن زاويته (شيء من) والذي تناول فيه تدني مستوى الخدمات التي تقدمها المؤسسة العامة للخطوط الجوية العربية السعودية والذي سبق أن تطرق بمثله في مقال سابق عن هذه المؤسسة العتيدة وإن أضاف في طرحه هذه المرة إشارة إلى ما تعانيه المؤسسة من المشاكل المتراكمة والمعقدة التي ورثها الخلف عن السلف وإن كنت قد عقبت على هذا المقال في حينه منوهاً بأهمية إعادة التنظيم لهذه المؤسسة وتدعيمها بالدماء الجديدة، إن أريد لها أن تأخذ مسارها كما غيرها من مؤسسات الخطوط الأخرى المشهود لها بالنجاح وإن كنت في هذا المقال لست بصدد الحديث عن هذه المؤسسة لأني أريد الذهاب إلى بعد آخر ووسيلة نقل أخرى غير النقل والتنقل بالطائرات ولعل الأخ الكريم أن يشاركني الرأي في أهمية ذلك وأقصد السكك الحديدية التي نراها ودورها الهام في كثير من دول العالم.

قد لا تكون الحاجة لها في الماضي مثلما الحاجة إليها اليوم لربط مناطق المملكة ببعضها لا سيما وقد اتسع نطاق التطور وشمل أنحاء البلاد حيث المصانع والمزارع والجامعات وغير ذلك مما زاد من حركة النقل والتنقل بين المناطق بالإضافة إلى تكاثر تنقل المواطنين في المواسم مثل الحج والعمرة والعطل الرسمية والسياحة مما يوجب النظر بجدية في إقامة مشاريع موسعة للسكك الحديدية لربط مناطق المملكة ببعضها مما يغني عن السفر بالطائرات ويوفر الراحة لجميع فئات المواطنين في بلاد بمساحة قارة وتتقاسم الحرارة الشديدة والبرودة الشديدة مناخها مما يجعل ظروف السفر غاية في الصعوبة ناهيك عن طول المسافات، وغني عن القول ما ستكون عليه الحال في المستقبل القريب بسبب الزيادة في عدد السكان وتزايد المشاريع والنشاطات التجارية بأنواعها مما يأتي تباعاً مرافقاً لذلك النمو السريع والذي شمل كل شأن من شؤون حياة هذا الشعب بفضل الله ثم بفضل ما تقدمه حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين حفظهم الله من عطاءات لا تتوقف من أجل جعل المملكة في مصاف الدول الأكثر تقدماً في العالم.

عبدالرحمن الشلفان