كنتاكي – الموفد الإعلامي :

حوّل الفارس الدولي عبد الله شربتلي الحلم إلى حقيقة، بعد أن فرض اسمه على بطولة العالم لألعاب الفروسية، التي احتل من خلالها المركز الثاني في أكبر إنجاز عربي في مجال فروسية قفز الحواجز، تاركاً خلفه الكندي ايريك لاماز الذي جاء ثالثاً، فيما احتل الأسطورة البرازيلية رودريغو باساوا المركز الرابع.

ولم تمنع البداية المتعثرة للشربتلي في اليوم الختامي من ثنيه عن تحقيق الإنجاز العالمي، بعد أن تحصّل على ثمانية أخطاء على الفرس سالدانا في الجولة الأولى، لتبدأ بعد ذلك لعبة الكراسي الموسيقية، كون كل فارس سيمتطي الجياد المتأهلة إلى هذه الجولة، لينجح الشربتلي في تسجيل ثلاثة جولات بدون أخطاء، في حين وقع الكندي ايريك في تسعة أخطاء (حاجزين وزمن)، في حين كان باساوا يحتل الوصافة في الجولة الثانية قبل أن يتراجع إلى المركز الرابع بعد أن سجل 12 نقطة جزاء في الجولتين الأخيرتين، ومع دخول الجولة الرابعة ظهرت خبرة الفرسان التي توّج معها البلجيكي لي جون فليبي بالمركز الأول.

ونالت الفروسية بهذا اللقب الزعامة العربية، بعد أن توّجت بأفضل مركزين عالميين الأول كان للفارس الخبير خالد العيد على الأراضي الأسترالية عندما نال برونزية الأولمبياد، قبل أن ينجح الفارس العالمي عبد الله شربتلي في تسجيل إنجاز سعودي جديد على أرض الولايات المتحدة الأمريكية التي باتت شاهداً على نجاح أولى خطوات صندوق الفروسية السعودية، الذي لم يتجاوز السبعة أشهر منذ إنشائه في مارس الماضي.

وتغنّت الصحف الأمريكية بالإنجاز العالمي للفارس السعودي الشربتلي مؤكدة بأنه كان الفارس الأبرز في البطولة، كونه تخطّى أشواط البطولة من دون تسجيل أي خطأ في سابقة ربما تُعد الأولى على مستوى بطولات العالم، وقالت صحيفة واشنطن بوسطن « أبناء الصحراء قادمون فاحذروهم» وبينت في تحليلها لأحداث البطولة العالمية «الكل كان يعتقد بأن خالد العيد وحصانه بروسلي بوي سيكونان الأقرب إلى جانب خبراء اللعبة إلى حصد ألقاب فئة الفردي، بيْد أنّ الشربتلي أعاد المعادلة من جديد وقدم نفسه كأسطورة لرياضة الفروسية العربية، فهو استطاع تجاوز خصومه بشكل مذهل، واللافت أنّ الفارس السعودي يعد الأصغر من بين أقرانه في المنتخب السعودي».

وعلّق الفارس الشربتلي على الإنجاز العالمي بقوله: «الإنجاز الذي تحقق على الأراضي الأمريكية أهديه ونيابة عن البعثة السعودية إلى الفارس العربي الأول لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده وسمو النائب الثاني، وبإذن الله في هذا العام حققت الميدالية الفضية وسنكون في الاستحقاقات المقبلة قريبين من الذهب».

ونفى الشربتلي تعرضه لضغوط بعد الأخطاء التي وقع بها في الجولة الأولى في شوط الجائزة الكبرى، وقال: «رغم أن الأخطاء الثمانية التي وقعت بها في الجولة الأولى إلا أن ذلك لم يمنعني من الحرص على تلافي الأخطاء في الجولات الثلاث المتبقية والحمد لله بأن وفقت في احتلال هذا المركز الذي لم أكن أحلم بالوصول إليه وتحديداً في هذه المرحلة من حياتي الفروسية».

وتلقى الفارس المتوّج بالميدالية الفضية اتصالاً هاتفياً من رئيس مجلس الأمناء بصندوق الفروسية السعودية صاحب السمو الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد، بالإضافة إلى رئيس مجلس إدارة الصندوق صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبد الله بن عبد العزيز، ورئيس الاتحاد السعودي للفروسية صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل بن فهد، كما تلقى الشربتلي تهنئة خاصة من قِبل رئيسة الاتحاد الدولي للفروسية الأميرة هياء بنت الحسين التي حضرت إلى مضمار الإحماء خصيصاً لتهنئة الشربتلي بهذا الإنجاز العالمي.

وكانت لوقفة الطلبة السعوديين في ولاية كنتاكي الأثر الكبير في نفوس الفرسان السعوديين بعد مؤازرتهم لهم طوال أيام البطولة، ووجد عبد الله الشربتلي دعماً مميزاً في اليوم الأخير قبل أن يتوّج بالمركز الثاني، حيث حرص الطلبة على مرافقة بعثة المنتخب إلى الفندق المخصص لسكنهم والاحتفال معهم باللقب العالمي.