حينما قامت البلديات بالقرى في سدير بمنطقة الرياض على وجه التحديد بعمل مخططات للأحياء الجديدة وتوزيع قطع الأراضي السكنية على المواطنين وعلى أثره إنشاء صندوق التنمية العقاري الذي صار يعطي القروض الميسرة للمواطنين لبناء المساكن الحديثة وفي خضم ما يجري من تسارع وتوسع في البناء مما كان من نتائجه تحول القرى ذات المباني الطينية القديمة إلى أحياء من الفيلات الرائعة والمزودة بالماء والكهرباء والإنارة والسفلتة كما اشتملت هذه الأحياء على مباني كبيرة لمنشآت حكومية مثل المستشفيات والمدارس وغيرها كثير الأمر الذي أتى معه زيادة كبيرة وغير معهودة في المياه المستهلكة ولا يخفى أن سدير تتزود بالمياه من المياه المحلاة إضافة إلى المياه الجوفية مما قد يظهر معه تلوث المياه الجوفية بسبب تسرب المياه من الأحياء الحديثة إليها مما يمثل خطورة على الصحة العامة للمواطنين وقد يتطلب النظر في الأمر بجدية والسعي إلى توفير نظام للصرف الصحي بالمنطقة مما يحول دون تسرب تلك المياه إلى جوف الأرض وتلويثها .
وكما هو معلوم فإن المجمعات السكانية بقرى سدير القديم منها والحديث مما هو مقام على جوانب الأودية وليست بعيدة عنها بحيث يطالها تسرب المياه من المنازل بالإضافة إلى أن التربة في تلك الأماكن مما يسمح بسهولة تسرب المياه بسبب تضاريسها الصخرية وخير دليل على ذلك أن المياه حينما تنضب من الآبار بسبب قلة الأمطار والسيول يعود إليها وبشكل سريع حينما تهطل الأمطار وتجري السيول في الأودية مما يؤكد سهولة جريان المياه وصولاً إلى جوف الأرض .
إن إقامة مشروع للصرف الصحي بمنطقة سدير سوف لا يضمن السلامة من التلوث للمياه فحسب بل سيوفر كميات من المياه المعالجة لري الحدائق وزراعة الشوارع والتي تعتمد في ريها على المياه الجوفية وعلى حساب النخيل والمزارع التي هي في أمس الحاجة إليها .
ولا ننسى (المنطقة الصناعية) والتي سوف تضيف المزيد من المياه المتسربة عند تشييدها.
ونسأل الله للجميع السداد
عبد الرحمن الشلفان -
a-n-alshafan@hotmail.com