فزاعة الطيور
فاصلة:
(من يراقب الريح كثيراً، لا يزرع بذرة أو نبتة)
-حكمة عالمية -
هل يوجد إنسان يكره الحريّة على وجه البسيطة؟..
نعم هناك من اعتاد القيد وصار يخاف الحرية لأنه يخاف المجهول!!
هناك من يستعذب القيد رغم أنه مزعج ولكنه اعتاد عليه والاعتياد ربّما يجعل المرء يتكيّف حتى مع العذاب!!
بالرغم من أن التغيير في كل ما حولنا لأنه سنة الحياة إلا أن بعضنا يعارض التغيير حيث يمارس نفس روتين الحياة اليومي ولا يغير توقيت ساعة اليد إذا سافر، ويجلس في نفس المكان في بيته الذي اعتاد أن يجلس فيه كل يوم.
وعلى سبيل المثال نحتفظ بالأجهزة الإليكترونية القديمة لفترة حتى بعد شرائنا الأجهزة الجديدة، وإذا أصاب الجهاز عطل فالعقل يذكرنا بأقوال شبيهة ب» قديمك نديمك لو الجديد أغناك» أو «امسك مقرودك لا يجيك اللي أقرد منه» دون أن نتسائل إذا أغنانا الجديد ما حاجتنا للقديم سوى اعتيادنا عليه؟.. ولماذا نصبر على «المقرود» وليس لدينا أيّ دليل على أن الجديد سيكون «أقرد» منه!!
هذا الاعتياد قد يكون أسهل من اعتياد الأفكار وعدم التفكير حتى في تغييرها والأفكار هي التي تترجم عبر السلوكيات، حينها يتم رفض الأفكار الجديدة لافتراض أنها غالباً ما تكون محفوفة بالخطر والخوف من شيء ما لا نعرفه.
إن تغيير العادات والأوضاع سواء في المعيشة أو الدراسة أو العمل أسهل من تغيير الأفكار ومع ذلك يواجه البعض صعوبة في التغيير.
مع الإنسان إذا حاول تغيير الأشياء البسيطة التي تعود عليها والتي لن تؤثر على حياته سيجد إنه مع الوقت قد تأقلم مع الجديد.
أما على مستوى الأفكار والسلوك فإن الخوف من الجديد جزء من ثقافة تؤيد السكون وعدم التحرك وهي ليست ثقافتنا الدينية فالله تعالى يقول في كتابه الكريم:
?إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ?، لذلك لا مبرر لرفض الجديد دون استخدام العقل لمعرفته قبل تقييمه وعلينا أن نكون على يقين بأن الثقافة الدينية أقوى من أن يمسها تغيير مستحدث.. لأن التغيير بأيدينا وقائم على أفكارنا..
إذن أفكارنا هي التي تقود سلوكنا نحو كل شيء متعلق بنا.