هذه الحكمة أهديها إلى كل كاتب صحفي في صحافتنا المحلية حيث تطالعنا الصحف يومياً بالعديد من المقالات والتحقيقات الصحفية وهذا شيء جميل، ولكن الملاحظ على الكثير منها الإسهاب والإطالة المفرطة في الكتابة، ويترتب على هذا عدد من السلبيات منها:
1 - شغل حيز كبير من الصفحة، وهذا يؤثر على عطاء الصحيفة ويؤخر النشر للغير.
2 - عدم إعطاء فرصة المشاركة للآخرين، نظراً لكون الصفحة لا تتسع.
3 - الإطالة المفرطة تدعو للتكرار وترادف الكلمات والحشو الذي لا طائل تحته، مما يسبب الملل لدى القارئ فكل طويل مملول.
4 - الإطالة المفرطة في الكتابة تجعل القارئ يحجم عن القراءة من أول وهلة، لكون وقته لا يسمح بذلك.
5 - من آداب الكتابة الاختصار المفيد، وتوصيل المعلومة بأقصر عبارة، وهذا ما نفتقده في الكثير من مقالاتنا الصحفية.
ومما يحقق مطلب الاختصار المفيد، أن تقوم الصحيفة بتحديد عدد الأسطر لما ينشر أو عدد الصفحات حتى يضطر الكتاب إلى عدم الإطالة ويركزوا في كتاباتهم على الأهم فالمهم.
فإن قيل إن بعض الموضوعات يحتاج إلى بسط وإشباع فلا بد من الإطالة، فأقول: إن كان الأمر كذلك فمحل هذا المجلات الثقافية أو العلمية المحكمة وليس الصحف المحلية التي تقرأ في المكاتب وقت العمل ووقت الراحة وفي القطارات والطائرات، والمحلات التجارية في الأسواق وتهتم بنشر الأخبار العاجلة المحلية والدولية، فلكل مقام مقال.. لاسيما وأن الصحيفة لا تستفيد مادياً من نشر المقالات المطولة، ولا تستطيع اختصار المقال مراعاة لخاطر الكاتب.
ثم إن الإسهاب والتكرار والحشو يعد من عيوب الكتابة الناجحة، فالكاتب الصحفي الناجح هو من يستطيع أن يوصل المعلومة بأقل عبارة مع الوفاء بالمعنى المراد.
ومع الأسف الشديد أن بعض ما نقرؤه في الصحف مقالات علمية منقولة من كتب فلا حظ للكاتب فيها إلا النقل، ومحل هذا النوع من الكتابة هو المجلات العلمية وليس الصحف المحلية، إذ يجب أن تقتصر الصحيفة على نشر المقالات ذات الأفكار والآراء والمقترحات فحسب، إذ الصحيفة شيء والمجلة شيء آخر فلكل اختصاصاته في النشر.
أرجو أن يلقى هذا الرأي القبول من رؤساء التحرير في صحفنا المحلية.
المعهد العالي للقضاء
dr-alhomoud@hotmail.com