وحوش القاصرات يستمتعون بنهش الأجساد الغضة التي لم تبلغ بعد سن التكليف الديني فكيف بها تصبح زوجة وربما أُمًّا بعد أشهر؟
وحوش القاصرات ماضون في مشروعهم، ولم تصدر المحاكم بعد قانونا بعقوبة مَنْ يزوّج من هي دون الثامنة عشرة.
وحوش القاصرات لم تردعهم مقالاتنا وكتاباتنا وغضب 99.9 من الشعب السعودي؛ فهم يحبون هذا النوع من الزيجات التي يقتنصون فيها فتيات في الحادية عشرة والثانية عشرة كما تقتنص الذئاب فرائسها، يتركن ملاعب الطفولة ليصبحن فراشا لرجال شداد غلاظ لا يقل عمر أحدهم عن خمسين أو سبعين وربما ثمانين، بل ويقال لهن ذلك أقرب الطرق للجنة.
لمناقشة هذا الوضع الأليم عقدت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان العام الماضي لقاء تكتمت فيه عن وسائل الإعلام، شاركت فيه شرائح متعددة، وغاب عنه المثقفون والكتاب، واكتفي بالدعاة والحقوقيين، وناقشوا زواج القاصرات، وخرجوا من الاجتماعات التي امتدت يومين بأحد فنادق الرياض الفاخرة كما دخلوه أول مرة، الجميع يخاف تأييد منع تزويج القاصرات، مستندين إلى رواية تاريخية اختلف حولها، وهي دخول الرسول صلى الله عليه وسلم بأُمّ المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - وهي في التاسعة من عمرها.
الآن، ومع ظهور مشكلة جديدة تذهب ضحيتها طفلة جديدة يبيعها ولي أمرها ويقبض الثمن، تلوح حقوق الإنسان بعقد ندوة لمناقشة أخطار زواج القاصرات.
العام الماضي تُوفيت طفلة يمنية بعد مرور أربع وعشرين ساعة على زواجها، فهل ننتظر تكرار هذا لدينا حتى تتحرك الجهات المختصة؟ أين فقه الواقع؟ وأين آلاف الدالات التي تملأ واجهات جامعاتنا وقنواتنا وبرامج الأرض والفضاء ورسائل الجوال ومواقع الإنترنت؟ أم أن تلك الدالات ابتعدت عن الموضوعات الشائكة مثل هذا الموضوع وغيره.
مشكلاتنا الاجتماعية وتجاوزاتنا لن يوقفها إلا صدور قانون وتحديد عقوبة، أما البقاء في دائرة التوعية الإعلامية لأولياء الأمور واستعطافهم ليرحموا بناتهم فنحن حينها سنردد جميعاً (ما غدينا ولا غدى الشر)، والترجمة العربية للمثل النجدي هي أن الوضع ما زال على ما هو عليه؛ فلا نحن رحلنا ولا الشر رحل عنا!!!!