Saturday  09/10/2010 Issue 13890

السبت 01 ذو القعدة 1431  العدد  13890

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا     نسخة تجريبية
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

فـن

 

فيروز: «إيه في أمل»

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Previous

Next

بيروت - هناء حاج

مرة أخرى تجمع السيدة فيروز اللبنانيين والعرب لتوحدهم على رأي واحد وفكر واحد وإجماع واحد دون اختلافات، على أنها الرمز الرائع لكل ما هو جميل في الحياة، بدءاً بإطلالتها التي تحمل هالات من العشق والسحر، كل اللبنانيين والعرب وحتى الأجانب احتشدوا أول يوم من أيام فيروز في «البيال» ليعبروا عن عشق دون فوارق وطبقات، الفقير صار غنياً بوجودها والسياسي تخلى عن عقيدته التفريقية والغرائزية والطائفية ليعيش في هالة الإنسانية، والدبلوماسي صار شعبوياً مع صوتها الساحر، والإعلاميون اتفقوا.. وأكثر وأكثر من صفات الحضور الذين جاؤوا من كل حدب وصوب، ومن كل الأعمار صغاراً كباراً، تأنقوا ليتألقوا ويغازلوا الشغف الحنين، فامتزج الحضور الطبقي بالشعبي فالكل سواسية عند فيروز.. باستثناء الصحافة التي اعتبرها منظمو الاحتفال أقل من الجمهور.. وبخاصة المصورون الذين منعوا من الاقتراب أكثر من 200 متر عن مدخل الاحتفال.

أما الحضور من المشاهير فتمثل بحضور الفنان عادل إمام والإعلامي عمرو أديب والفنانة جوليا بطرس والملحن زياد بطرس والنائب جبران باسيل والفنان مروان خوري وطوني سمعان وأحلام والدكتور نادر صعب وزوجته المذيعة أنابيلا هلال والفنانة عبير نعمة والفنانة مايا دياب والمصمم نيكولا جبران والسيد طوني والممثل شادي حداد وبسام فتوح والفنانة صوفيا المريخ ، والكثير من الدبلوماسيين والسفراء ورجال الأعمال وسيدات المجتمع والفنانين بكل طبقاتهم ومستوياتهم، ممن لا يمكن عدهم وحصرهم اندمجوا بين ما يقارب العشرة آلاف من الحضور.

حشود ازدحمت على المدخل وكلهم خوف من التأخر على فيروز التي تنتظرهم وقبل أن تطل عليهم ليصفقوا لها دون ملل أو كلل، جلس الجميع قرابة الساعة ولتمضية الوقت كان التصفيق يسليهم بين الدقيقة والأخرى، إلى أن بدأت الفرقة الموسيقية التي لم يكن بينها ابنها الفنان زياد الرحباني، وكما أخبرنا المنظمون أنه يعاني من وعكة صحية صعبة، جعلته يغيب عن هذا الاحتفال الذي طالما انتظره عشاق فيروز أربع سنوات، قاد الفرقة هاروت فازيليان وقاربت الفرقة 40 شخص جلس على البيانو ميشال فاضل إلا أن زياد الرحباني كان حاضراً بموسيقاه، جلس الجميع بصمت حتى علت موسيقى «سلم لي عليه» لتضج الصالة بالهتاف والتصفير والتصفيق ليغطي على الموسيقى على الرغم من هندسة الصوت القوية، لكن كفوف الجمهور كانت أقوى، إلا أن صوت فيروز دخل عليهم مثل السحر بعد ساعة من الانتظار ليهدئ روعهم ويخفف تصفيقهم الحاد الذي لم يتوقف إلا مع نبرات صوتها ليزيد من نبضات القلوب التي ملأت الصالة».

البداية كانت مع «سلّم لي عليه» لتشخص العيون والأبصار والأسماع مع سحر الصوت المتنقل مع دوزنة كل آلة موسيقة تحرك الآلات وفق طبقاتها العالية والمنخفضة، العيون شاخصة فيها والحواس لا تتحرك إلا لتتأملها، وهي تنظر إلى نقطة النهاية في آخر الصالة وكأنها تجمع الكل بمحبتها وحركة يدها وصوتها المنبعث من أعماق صدرها.

كنا نسمعها تغني ونسمع ضربات قلبها كأنها سمفونية حنين الدائم مع كل أغنية من أعمالها السابقة التي بدأتها ب»سلم لي عليه» و «اشتقتلك»و «كيفك انت»و «تذكر آخر مرة شفتك» ليتابع معها الكورس المحسود من الجميع لأنه يقف خلف فيروز ويغني «نشكر الله»، «راجعة بإذن الله»، وأغنية «الله كبير».

ولم تبخل فيروز بإطلاق أغنيات ألبومها الجديد الذي قدمته مع زياد الرحباني فغنت أغنية أعادت فيها الأمل خاصة أنها تحمل عنواناً مؤكداً «إيه في أمل» مع أنها أغنية بإيقاع الفالس لكن شاعريتها لم تغفل ولم تغب عن أسماع الحاضرين ربما لأنها تحكي الحب والحزن والفراق وتبقي على الأمل، لتأتي أغنية «يا سلام على بكرا» و»الله كبير» و»قصة صغيرة كتير» وبعدها عادت إلى القديم لتتوقف هي عن الغناء ويحمل الجمهور عنها مهمة أداء أغنية «بما أنو» وعايشة وحدا بلاك»، ومن ثم تابعت بأغنيات «يا ضيعانو شو كان مليح» و»عودك رنان»، لتغادر السيدة فيروز المسرح معلنة دون كلام الإستراحة القصيرة لتعود بعدها إلى الخشبة بسحر ثوبها الأبيض المتوهج الذي صممه لها المصمم ايلي صعب.

عادت إلى المسرح لتعيدنا إلى أيام خوالي أيام سحر وشوق وعشق للأصالة مع أغنيات الأخوين رحباني وأغنيات الأفلام والمسرحيات مثل «وطى الدوار» و»بعدنا» و»عيد العزابة» و «امي نامت عا بكيير» و»يا ريت» و»عالطاحونه» و»قصقص ورق» و»حمرة سطيحاتك» و»راجح» و»طلوا الصيادين» و»يا ريت في بيت» وعلى مدى ساعة ونصف الساعة من الإندماج وكأنه لحظات حلم يقظة لا بد أن تنتهي بصعوبة ولكن وداع فيروز ليس كغيره إذ عادت لتطل من جديد للعشاقها ليمتعوا انظارهم وسمعهم بإعادة مقطع لأغنية «أمي نامت عا بكيير» وكأنها تقول «تصبحون على خير بوقت باكر.. قبل منتصف الليل.

الجميع غادر البيال يحمل معه أحلام «فيروز» وصوتها في أذنيه وأغنياتها في وجدانه، حلم بلقاء جديد لم يحدد بعد، ولكن خارج الصالة تم بيع ألبوم السيدة فيروز ، فانتهز الحضور الفرصة للحصول على أول النسخات منه، ومن لم يتمكن سيكون له موعد في اليوم التالي للشراء من «الفيرجن» لتبقى فيروز معها صوتاً يستذكر من خلالها الصورة.

 

رجوع

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا خدمات الجزيرة الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة