إنّ للصمت قوة جبارة ولذلك كتب موضحاً
أ. كريم الشاذلي عن أوقات يكون فيها الصمت هو الخيار المثالي وإطباق الفم هو الحل الأمثل، منها:
1 - الغضب: تزيد نسبة زلل المرء عند الكلام عندما يكون غاضباً أو حانقاً، فالغضب حالة من الجنون، وأخطر ما فيه أنّ كلامنا وقتها يُحسب علينا، وقد يكون حجة تقام علينا وتديننا. وكظم الغيظ أمر بالغ الصعوبة، لكنه يتأتى بالتعوُّد وتمرين النفس واحتساب الأجر، رسول الله صلى الله عليه وسلم ينصحك أن (لا تغضب ولك الجنة)، أضف إلى ذلك أنّ الشخص الذي يقيّد غضبه ويروّضه شخص يحوز على إعجاب الناس وتقديرهم، فضلاً عن الأجر المرتجى من رب الناس.
2 - الاستهزاء والسخرية: تقول حكمة العرب (لا تجادل الأحمق فيخطئ الناس في التفريق بينكما) حينما يتجه النقاش إلى اتجاه ساخر متهكّم، فإنّ عدم التمادي والوقوف هو أفضل ما يمكنك فعله، لا ترد السخرية بسخرية مماثلة أو التهكّم باستهزاء، ولكن استدع قوة حلمك وصمتك وفكِّر فيما يقال، وفيما ستجنيه من السكوت عن الرد والتمادي في هذا الحديث.
3 - استكشاف المحيط: سواء كنت في عملك أو بيتك أو في رحلة ما، ستحتاج في أوقات كثيرة أن تصمت، وتخرج الكلمات ببخل شديد، كي يتسنى لك معرفة ما الذي يدور، وتقرير ما يجب عليك فعله، صن توزو الفيلسوف الصيني يخبرنا في مرحلة التفاوض مع شخص ما، أنه كلّما طال صمتنا سارع الآخر بتحريك شفاهه وأسنانه، مما يكشف لك بشكل أوضح عن نواياه وماذا يريد.