23 سبتمبر، 1 الميزان، يوم غيَّر المعالم وأرسى العزائم، لأنَّ المؤسس الباني للنهضة السعودية جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود (طيب الله ثراه) قادها بجد واجتهاد لصناعة دولة عظيمة برجالها، إنَّه الرجل العظيم، الذي عرفه التأريخ وسمع به القاصي قبل الداني، إنه المؤسس، الموحد، والذي أمده الله تعالى بالمد الغامر وأعانه على البناء وسهَّل عليه الصِّعاب وأنار له السُّبل حتَّى صارت له سهلة المنال، فمنذ ذلك الماضي وحتى هذا العهد الحاضر ننعم بالأمن الوارف على واحتنا الحبيبة من أطرافه وبإذن الله المستقبل مشرق ومشرقٌ جداً.
يوم ليس كالأيام، لأنه يوم خاص.. وخالص للوطن الكبير بأبنائه وبناته في زمن الوفاء والعرفان، يوم يبعث على الارتياح والطمأنينة، ويومٌ صار منارةً أضاءت الدنيا بذكرى التأسيس المبارك.. ثمانون عاماً والوطن ينعم بالخيرات وتحُلُّ عليه البركات.
يوم سعيد، اجتمعت فيه السعادة والهناء، وغردت الطيور الحانية على مملكة الإنسانية حماها الله وحرسها من كل شر ومكروه، بقيادة القائد.. الوالد.. خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، وسمو النائب الثاني وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز (حفظ الله الجميع).
يوم عظيم، أهنئ فيه القيادة الحكيمة والرشيدة والشعب السعودي النبيل بمناسبة هذا اليوم الوطني المجيد البهيج الذي ملأ الدنيا فرحاً وسروراً وزاد مملكتنا مهابةً وحبوراً نحو الوصول لقمة الشُّموخ ومنتهى الطموح بالتَّميُّز والامتياز والتَّفوق بمجالات الحياة وصناعة القرار.
23 سبتمبر، 1 الميزان، يوم مجاني للتعليم، فلو قدر لأمة تولد من رحم الدنيا وتنشأ الآن وَفي عصرنا هذا لدرست (العقل الذهبي الفريد) لجلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود (طيب الله ثراه) فكراً وأدباً وسياسة وتعاملاً ومحبة واحتراماً وصدقاً وحواراً ووفاء ومشورة وشورى وكفاحاً حتى نال المستحق بكل استحقاق واقتدار، حيث كان يهدف لواحد من أهداف الحياة السعيدة (الأمن والأمان) وإنَّ الناظر بعين البصيرة، وليس بمدى الإبصار والمفكر بصائب الفكر يلحظ ذلك التميز الذي ميز ذلك الفريد، ذا الرأي المحيط والفكر السَّديد والذي أرسى الدعائم الراسية للوطن.
في هذا اليوم سطر التاريخ بمداد من ذهب مغلف بألماسٍ نفيس ومحاط بأحجار كريمة، وما عمارة الحرمين الشريفين وتوسعاته العملاقة الهائلة إلا دليل أكيد على الاهتمام الهائل والعناية الفائقة في كل ما من شأنه الرقي بالخدمة المقدمة لخدمتهما، وخدمة ضيوف الرحمن طِوال العام في تفاني وعظيم شأن، وما مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة النبوية إلا مثال واضح للعيان ورمز للزمان.. كلما قرأت في مصحف لهج قلبي قبل لساني بدعوات صادقات للمغفور له بإذن الله أبا فيصل، الملك فهد بن عبدالعزيز (اللهمَّ آمين).
في هذا اليوم تسجل البطولات، والصناعات الأولية، والصناعات العالمية، حيثُ المدن الصناعية العملاقة، ومشروعات تحلية المياه العملاقة والتي ستصل لكل بيت في بلادي بإذن الله.
اليوم الوطني، يوم ذكرى، نتذكر فيه الأبطال الذين ساهموا في مراحل التوحيد والتأسيس لينعم الوطن بنعمة الأمن والإيمان، أتذكر كل غالٍ إلى قلبي لم يسعد معي بهذه الذكرى العطرة والسعيدة.. أسألُ الله تعالى أن يُنزل عليهم من بركات السَّماء في قبورهم تحت الأرض وعلينا فوقها (اللهمَّ آمين).
جامعة القصيم