القاهرة - سجى عارف
استضاف مقعد السفير السعودي هشام محيي الدين ناظر سفير خادم الحرمين الشريفين مساء الأربعاء الماضي في القاهرة الإعلامي الأستاذ تركي الدخيل الذي استعرض تجربته في العمل بالصحافة منذ أن كان طالباً بمطلع المرحلة الثانوية.. واستهل حديثة قائلاً: إن أخطر قضيتين تواجهان الصحافة العربية هما عدم احترام المهنية وما وصفه بالاستسهال، ونقص التدريب لكوادرها الصحفية، وانهيار منظومة القيم لديها، معتبراً أن هناك خلطاً وتداخلاً في الوظائف، والكل يريد أن يرتدي جلباب الآخر، وهي القضية التي تواجهنا في كل المجالات الآن.
وأشار الدخيل، إلى أن هناك خلطاً بين الخبر والرأي في الكثير من الصحف العربية، كما أنه لا يوجد توازن بين مساحة الحرية، التي يشهدها الإعلام العربي والحرفية واحترام قواعد المهنة، التي اعتبر أنها باتت تنتهك ليل نهار.
ونفى الدخيل أن يكون قد تعرض لأية ضغوط طوال فترة عملة بقناة العربية من جانب إدارتها فيما يتعلق باختيار ضيوف البرنامج الذي يقدمه «أضواء»، معتبراً أن الحديث عن الإعلامي المحايد «أكذوبة»، لكنه دعا إلى وجوب أن يكون موضوعياً، وأن يحترم حق المشاهد عليه في تقديم المادة اللائقة وعدم الجور على وقته باستعراض أفكاره وآرائه ومعلوماته.
واعتبر الدخيل أن الجهاد الأفغاني أكذوبة كبيرة، وأن آلاف الشباب العربي، خصوصاً من مصر والسعودية ومن دول إسلامية قد غرر بهم لمصلحة الولايات المتحدة، التي دربتهم وأوهمتهم بأنهم يقاتلون لتحرير أفغانستان من الغزو الشيوعي، ثم ما لبثوا أن انقلبوا عليها وفقاً لمقولة «انقلب السحر على الساحر».
وأشار الدخيل إلى أنه كان واحداً من أولئك الذين تم التغرير بهم وأسرهم الجهاد في أفغانستان، واستهجن الحديث عن أنه كان من أجل مكافحة الشيوعية.
وأكد على أن المسؤولية دائماً تقع على المجتمع في تربية تلك الأجيال ولغة الخطابة المتشددة التي كان لها الأثر الكبير في إقناع الشباب، وأنه يجب على الإعلاميين اجتياز مرحلة فرض الرأي والانتقال إلى احترام جميع طبقات المجتمع باختلاف ثقافاتهم.
وكان هشام الناظر، السفير السعودي بالقاهرة، استهل الصالون بالدعاء لروح الفقيد الراحل وزير الخارجية المصري السابق أحمد ماهر، الذي كان أحد الضيوف البارزين لهذا الصالون.