كان القمر مكتملاً تلك الليلة.. كان قبالتنا تماماً حيث نجلس.. يملأ الروح من سحره ويثير ما يثيرُ داخلنا من وهج تلك الأساطير والحكايا التي ارتبطت به.
نجمة أو نجمتان أحاطتا به كحبة خال مضيئة وأنوار بعيدة تبدو وكأنها نجوم سابحة في الفضاء ما أن تتحرك من مكانها حتى ندرك أنها طائرات مسافرة.
ساحر هذا المساء الذي اشتعلت به السماء بالألعاب النارية.. وخرجت البالونات البيضاء والخضراء من كبد الأرض تطلق في السماء فرح قلوبنا وكأنها أسراب حمام.
على الأرض كان المشهد لا يقل بهجة وحياة.. كان عرسا حقيقيا في موقع استاد نجران حيث تحتفي نجران وأميرها وأهلها الطيبون باليوم الوطني الثمانين للمملكة.. كان عيدا للأرض التي وحدها جلالة المغفور له الملك عبد العزيز.. عيدا للشعب الذي بايعه.. وعيدا للقلب الذي انتشى بالسعادة والأمن، كانت ليلة لن أنساها ما حييت.. ليلة حب وولاء.
أنت في نجران إذاً أنت على أرض طيبة.. تنبع طيبتها من قلب أهلها وأميرها المحبوب شبل عبدالله بن عبدالعزيز الأمير مشعل الذي قرأت في عيون أهل منطقته وزائريها حبهم له والذي تشهد نجران وتشهد نهضتها على جهد الأمير الشاب وروحه النقية التي منحت نجران منها الكثير.
فرقة التراث لمنطقة نجران عبرت عن أصالة هذه المنطقة وموروثها الذي توارثه أبناؤها وتغنوا به حتى إن الحاضرين من الدول الغربية أدهشهم ما اكتنزت به المنطقة من تراث وأسعدني حديثي مع ممثل ملك السويد الذي عبر عن بهجته بحضوره في نجران التي احتفظت بتراثها وتغنت هذه الليلة به وأسعدني أنه لاحظ التنوع والاختلاف في العادات والتراث في البلد الواحدة.. على عكس قارة كأمريكا مثلا تقطعها من الشمال للجنوب ومن الشرق إلى الغرب دون أن تجد فوارق أو اختلافات أو تنوع وخصوصية لكل منطقة.
الجمعية العربية السعودية للكشافة حضرت بقيادة رئيسها وزير التربية والتعليم صاحب السمو فيصل بن عبدالله، مع المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني التي أدهشتني كمؤسسة وطنية تقوم بتأهيل وتدريب الشباب على مهن كثيرة وقد حضرت بخيمة خاصة بفعالياتها ونشاطاتها عرضت فيها أعمالا مختلفة للشباب والملتحقات بها وإننا لنبتهج بمثل هذه المؤسسة لدفع شباب مؤهل لسوق العمل.
احتفت نجران بالوطن على طريقتها الخاصة وبحضور جمع غفير من أبنائها وممن قصدها من داخل المنطقة وخارجها.. فتحت نجران ذراعيها لاستقبالنا وشرعنا نحن نوافذ قلوبنا لنداها.
للقصيبي : النثر.. شعر لك
