عشنا حدثين سعيدين؛ الأول هو عيد الفطر المبارك والثاني تحقيق منتخبنا الوطني لذوي الإعاقة الذهنية كأس العالم لكرة القدم 2010م للمرة الثانية على التوالي بل وبقيادة مستحقة لمدرّب وطني قدير..
ليس من شيء كالمعرفة والفهم والعلم يُمكِّنُنا من خدمة قضايا ذوي الإعاقة، وهذا هو منتخبنا الوطني لذوي الإعاقة الذهنية يحقق كأس العالم مرةً أخرى ليس صدفة بل باستحقاق وجدارة عندما واجه المنتخب الهولندي..
ويُفصل هذا الإنجاز في الكثير الكثير من القضايا التي طالما لعبت على أوتارها بعض الأصوات التي تشكّك في قدرات وإمكانات هذه الشريحة من ذوي الحاجات الخاصة التي تحمل في المسابقة اسم الوطن السعودي والعربي والإسلامي، ولم يستخدم لاعبو المنتخب سوى قدراتهم التي حباهم الله سبحانه لتحقيق هذا الإنجاز، وعندما يتكرّر هذا الإنجاز إنمَّا هو للتأكيد على أحقية المنتخب بقوة في المحافل الدولية بل وأحقية الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية أنه من حقهم أن يُشاركوا في كل مناسبة يستحقون أن يدخلوها أو يشاركوا فيها، فهو لم يمارس شيئاً سوى أنه وضَّف قدراته في المجال الذي يُبدع فيه ويستطيع من خلاله تحقيق أهدافه، فهذه الشريحة من المجتمع بحاجة إلى الوعي والثقافة نحوها..
واستمرَّ الإنجاز بنفس المدرِّب الوطني القدير عبد العزيز الخالد الذي حقّق مع المنتخب البطولة عام 2006م والتي تغلّب في المنتخب على نظيره المنتخب الهولندي بركلات الترجيح ؛ لكن عام 2010م أبى أن يوصلها للركلات الترجيحية وَ يؤكد أنه حصوله على كأس العالم ليس وليد صدفة أو ضربة حظ.. تُرى.. ما هي هذه الرسالة؟! وماذا تحتاج فئة الإعاقة الذهنية اليوم أن نُقدّم لها.. أليس من ذلك دعوة للدراسة وتعزيز المنجزات الرياضية لذوي الإعاقة والمنجزات التاريخية التي يُحققها المدربون الوطنيون ونأمل تفاعل المسؤولين وأصحاب الشأن للعمل الجاد، فمثلاً نؤكد مقترحاً طرحناه سابقاً نتيجة أننا في جامعاتنا المحلية نفتقر إلى تخصّص «رياضية ذوي الإعاقة» بدرجة بكالوريوس لذا نؤكد الحاجة إلى تخصّص أكاديمي في الجامعات المحلية معني بتخريج المتخصِّصين في التربية البدينة الخاصة سواء مدربين وطنيين.. لدعم كفاءة المدربين الوطنيين بقيادة منتخبنا لذوي الإعاقة الذهنية بمختلف الألعاب الرياضية.. فضلاً عن أن هذا الإنجاز بحاجة إلى تفاعل إعلامي لافت، لأننا حقيقة خلال مونديال «2006م، 2010م « لمسنا القصُور الواضح الذي جعل تسليط الأضواء فقط عند النهائي وتحقيق البطولة بل لم يعط الإعلام المناسبة حقها الإعلامي وفق حجمها الدولي.. هذا مدعاة لتفاعل جاد من قبل المسؤولين والمعنيين..
بهذا الإنجاز نرفع التبريكات والتهاني لكل ولي أمر معني بذوي الإعاقة على وجه العموم وأولياء أمور ذوي الإعاقة الذهنية على وجه الخصوص سواء كانوا سعودياين أو خليجيين أو عرباً فهم الذين يحق لهم الفخر بأن أبناءهم وصلوا لمونديال كأس العالم بجدارة واستحقاق وحققوا آمالهم في الجانب الرياضي العالمي..كلمة حق: يُعد كابتن المنتخب السعودي لذوي الإعاقة الذهنية عُمر كسّار أول كابتن لذوي الإعاقة الذهنية منذ مونديال ألمانيا 2006م يلعب في مركز الهجوم، فرفع الكأس الغالية عام 2006م كأول تاريخ للكرة السعودية وأكدتها الكرة السعودية ثانية في مونديال جنوب إفريقيا 2010م.. وإن شاء الله يكون مونديال 2014م هو العام الذي تتحقق فيه مقترحاتنا وآمالنا في تسخير كل الإمكانيات لخدمة رياضة ذوي الإعاقة الذهنية بشكل متكامل..
أكاديمي في التربية الخاصة