وضع صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب النقاط على الحروف عندما تحدث لوسائل الإعلام الاثنين الماضي عن المبالغة وتضخيم قرار تأجيل مباراة الهلال والاتحاد، وأن المسألة محسومة بالنسبة للقيادة الرياضية في دعم جميع الأندية السعودية في المشاركات الخارجية كما حصل لفريق الاتحاد العام الماضي ولفريقي الهلال والشباب هذا الموسم، وهو موقف اعتاد عليه الوسط الرياضي من القيادة الرياضية السعودية وبكل تأكيد يشكرون عليه.. حقيقة المؤسف في هذا الموضوع هو ردة فعل الإدارة الاتحادية الرسمي أولاً في عدم تقبلهم لقرار سموه الذي نظر للمصلحة العامة وبموجبه أصدر قراره العادل وكأنهم نسوا أو تناسوا موقف سموه مع فريقهم العام الماضي والأعوام التي قبلها، وثانياً محاولة فرض وصايتهم على فريق وكيان كبير كالهلال في تحديد مصلحته أين تكمن ومع من يلعب؟!.
بكل صراحة هذا الموقف الاتحادي الرسمي جاء لينسف اللغة المتزنة والتعامل الراقي الذي تبناه وعمل به الدكتور خالد المرزوقي الرئيس السابق لنادي الاتحاد خلال فترة رئاسته الذي قدر وثمن موقف القيادة الرياضية والأندية السعودية عندما وقفت معه ومع ناديه معنوياً ومادياً خلال مباريات فريقه الآسيوية في بداية الموسم ليأتي ويرد تحيتهم بأفضل منها في ختام الموسم ويحضر مباراتي الهلال والشباب في دور الـ16 في ذات البطولة.
من الأمور العجيبة والغريبة في البيان الاتحادي تحدثهم عن تضرر فريقهم في تأجيل هذه المباراة تحديداً التي بنظرهم تحدد مسيرته نحو تحقيق اللقب في دوري طويل يضم 14 فريقاً وكأن فوزهم على فريق واحد ومنافس وحيد كما يزعمون إن تم سيضمن لهم تحقيق لقب البطولة! متناسين منطق كرة القدم الذي لا يعترف بفريق صغير ولا كبير بدليل نتائج فرق دوري زين هذا العام حتى الآن.. من الواضح أن الاعتراض الاتحادي جاء بسبب تفويت فرصة كانت مواتية لهم باستغلال الظروف الهلالية القاسية التي نتجت بسبب أحداث مباراة الرد مع الغرافة وكادت أن تتضاعف لو لم تؤجل المباراة وبالتالي يتضرر الهلال في مشواره الآسيوي، وبالمناسبة هذا اعترف ضمني بأن الاتحاد لا يمكن أن يفوز على الهلال بسهولة في ظروف مباريات كرة القدم الطبيعية وارجعوا فقط لآخر ثلاث مباريات فاز فيها الاتحاد على الهلال وتعرفون لماذا ارتفع ضجيج الاتحاديين الرسمي والإعلامي والجماهيري بعد قرار التأجيل؟.
ختاماً حياة الإنسان مليئة بالمنغصات والمكدرات في كل مجالات الحياة ومنها الرياضة لذا أنعم الله عز وجل على الإنسان بنعمة النسيان، ولولا هذه النعمة العظيمة لأصبحت حياة ومعيشة كل شخص حزينة وكئيبة.. ومن هذا المنطلق أتمنى من الاتحاديين نسيان خماسية الهلال العام الماضي لأنها هي السبب الحقيقي التي قادت الاتحاديين لهذه الحالة الهستيرية معتقدين أن بإمكانهم رد تلك الهزيمة المذلة.. والاستمتاع بالحياة والنظر للإمام لأنه ليست المرة الأولى التي يفوز الهلال على الاتحاد بخمسة وأيضاً ليس هم الوحيدون الذين تلقت شباكهم العام الماضي خمسة أهداف من أقدام لاعبي الزعيم، فقد شاركوهم أندية أخرى هذا المصير، وهذا السبب هو ما جعل أحد الأندية التي ذاقت ما ذاقه الاتحاد يتدخلون في قضية لا تعنيهم لا من قريب ولا من بعيد.
القناة الرياضية والجماهير الهلالية
العمل الناجح في أي مجال له أعمدة أساسية لإنجاحه إذا اختل أحدها يتأثر ويظهر بالصورة غير الجيدة والناقصة التي يلاحظها كل متابع، وهذا ما هو حاصل وجار في القناة الرياضية السعودية التي تطورت كثيراً ولها عدة نجاحات في الكثير من المجالات سواءً على مستوى بعض البرامج الحوارية أو من ناحية استقطاب الكفاءات السعودية للعمل في القناة كمحللين ومذيعين ومراسلين ميدانيين خاصة بعد تولي سمو الأمير تركي بن سلطان الإشراف العام على القناة الذي أجزم أنه يسابق الزمن للارتقاء بعمل القناة وبالتالي إشباع ذائقة المشجع والمتابع الرياضي وأيضاً منافسة القنوات الرياضية الأخرى إلا أن هذا لن يحدث مدام أن القناة ما زالت تفتقد لأهم عنصر من عناصر النجاح وهو الإخراج التلفزيوني الجيد والمحترف للمباريات.
بكل أسف القناة الرياضية السعودية تفتقد لوجود المخرج المبدع الذي يتابع ويلاحق كل صغيرة وكبيرة في المباراة ويظهر جميع اللقطات المثيرة للفريقين ويبرز التفاعل الجماهيري للطرفين ويجعل المشاهد يشاهد المباراة وكأنه داخل الاستاد وخصوصاً في المباريات التي تكون في مدينة الرياض وتحديداً في مباريات نادي الهلال الجماهيرية والمثيرة، وهذه الجزئية بالذات ليست وليدة مباراة ذهاب الهلال والغرافة في البطولة الآسيوية بل هي امتداد لعدة مباريات مشابهة في الظروف والأحداث حتى تولد لدى المشجع الهلالي شعور بأن ما يحصل ويحدث كأنه فعل متعمد ضد جماهير الهلال.أصعب موقف أن يشعر جمهور ناد معين بوقوف قناة وطنهم ضد ناديهم تحديداً، حيث لا يظهر سوى الإخراج إلا في مباريات فريقهم ولا يكون كتم صوت الجمهور إلا بحضورهم ولا يتم تجاهل وتغافل كثافة الحضور والتفاعل الجماهيري إلا بوجودهم، وإلا بماذا نفسر اعتلاء صوت أقل من خمسين رجلاً أوزوبكياً على صوت وتفاعل وتشجيع أكثر من خمسين ألف رجل سعودي في مباراة الهلال وبيندكور في دور الـ16 العام الماضي؟! وقارنوا ذلك مع ما حصل في مباراة الهلال والغرافة في قطر وكيف أعطى مخرج المباراة جمهور الهلال حقه عندما أظهر تشجيعهم وتفاعلهم مع فريقهم صورةً وصوتاً عدة مرات حتى بعد نهاية المباراة. ختاماً أرجو أن يتقبل مُسَيِّرو ومَنسوبو القناة هذه الحقيقة والمكاشفة إن أراودا بالفعل الارتقاء والتفوق واكتمال نجاحهم الذي ينشده الجميع ومواكبة ومزاحمة القنوات الرياضية المحترفة الأخرى.
نقاط سريعة
- الهلاليون أيضاً مطالبون بنسيان كابوس الغرافة والتركيز على المباريات الثلاثة المتبقية في المشوار الآسيوي.
- الاتحاد الآسيوي يركز على القشور ويهمل اللب في مسألة التفتيش على الملاعب وأكبر دليل تركيزه على كاميرات المراقبة والمراكز الإعلامية داخل الملاعب وإهماله الأرضية السيئة في الملاعب الكورية والإيرانية.
- لا يُلام المرء بعد اجتهاده.. هذا حال لسان جمهور الهلال لإدارة فريقهم الذين قاموا بكل ما يستطيعون من أجل مشاركة المقاتل الروماني رادوي في مباراة الذهاب في إيران.
- فعلاً شر البلية ما يُضحك، من كان يهاجم ياسر ويسعى لإسقاطه أصبح الآن محباً له وخائفاً على حقوقه!!.
- قرار الإدارة الاتحادية بالحجر على مدير المركز الإعلامي بالنادي تأخر كثيراً.
- تنازل الأهلي عن وليد عبدربه للنصر وتنازل النصر عن خالد راضي للأهلي ستكون صفقة عادلة ومفيدة للفريقين في ظل حاجة كل منهما سد خانتين يعانيان منها.
- لابد أن لاعبي النصر هم أول من سيحزن ويغضب لاستقالة الأستاذ سلمان القريني الذي ضحى بمنصبه وماله من أجلهم.
- نتائج فريق الحزم لا تسر محبي وأنصار حزم الصمود، فهل من وقفة من رجالات الرس قبل فوات الأوان؟.
Suliman2002s@hotmail.com