لا يفتأ القائمون على القنوات الفضائية في كل عام من تكرار نغمة الإعداد والتحضير لبرامج الشهر الكريم فور انتهاء شهر رمضان، وتحظى الفترة الذهبية بعد صلاة المغرب بالنصيب الأكبر من الاهتمام نظراً لكثافة المشاهدة على جميع المستويات ولمختلف الفئات.
ويلحظ المتابع أن التركيز الأكبر يوجه للأعمال الكوميدية لدى معظم القنوات لقناعتها بأثر هذه الأعمال واستقطابها لنسب مشاهدة عالية.
وتاريخ التلفزيون يحفل بمواد كان لها حضور مميز قبل العبث الفضائي مع أنها ليست درامية وتتصف بالبساطة في الإعداد والتجهيزات والإمكانات كما أعيد بثها من بعض الفضائيات.
وفي هذا العصر الذي تجاوز فيه عدد القنوات الفضائية المئات تميزت برامج حوارية ومسابقات وتحقيقات أو تقارير مصورة معدة بحرفية ومهارة إعلامية حققت حضوراً وفرضت نفسها على المشاهد والمعلن ما يؤكد أن العمل الإعلامي الخلاق لا يتوقف ولا يركن إلى أفكار محددة أو مواد معينة بل يسعى دائماً إلى التنويع والتجديد لأن المشاهد يقدر الأفكار النيرة والإبداعات المتجددة والقوالب المتنوعة.
وبما أن القائمين على القنوات الفضائية يتباهون بالتبكير في الإعداد لبرامج الشهر الكريم فإنهم أيضاً مطالبون بالتجديد في القوالب والأفكار وإن كان ذلك يخفي شيئاً من المغامرة فإن القناة الأقوى والأمتع هي من تستطيع أن تقدم في كل عام إبهاراً جديداً يحترم ذائقة المشاهد ويرتقي بحسه ومشاعره ويغذي مداركه.