الإرشاد الطلابي لدينا وحسب ما فهمته من المختصين ومن منسوبي التعليم وكما نلمسه نحن أولياء الأمور لم يرقَ إلى المستوى العالمي لهذا المفهوم التربوي والإستراتيجي في حياة الطالب خاصة لطلاب المرحلة الثانوية والتي بعدها عندما يتجه الطالب إلى المجال الذي يحدد حياته بشكل عام.
إن أول ما نسأل عنه كأولياء أمور خاصة في دول الابتعاث وبالذات أمريكا الشمالية هو من هو المرشد الطلابي وكيف التواصل معه لأخذ معلومات عن الطالب وما هي الخطة التي ناقشها مع الطالب (من المفترض) وهذا طبيعي فهم يتعاملون مع الجميع على أن التعليم وإداراته متشابهة.
إن لدى وزارة التربية والتعليم من المهام ما الله به عليم ونعلم أن ما لديهم من إرث كبير ومترهل يحتاج إلى الكثير من العمليات الترميمية والتجميلية وهذا لا يمنع أن نذكر ما نعانيه كأولياء أمور وأبنائنا وبناتنا من ضعف التوجيه المهني للطلاب في المراحل المتقدمة (الثانوية) وهذا لا ينفي دور الأسرة ولكن ليست كل الأسر متشابهة بل بعضها يحتاج إلى توجيه أيضاً.
أن التكاليف الباهظة التي تدفعها الدولة للسنوات التحضيرية في الابتعاث يمكن تلافيها مع التخطيط المسبق فكثير من الامتحانات القياسية التي يحتاجها المبتعث يمكن أن يقوم بها قبل إنهاء مرحلة الثانوية وهي متطلبات رئيسية للقبول في الجامعات الغربية.
إن الاهتمام بالإرشاد الطلابي والارتقاء به ليعتبر من الضروريات التي يحتاجها الطلبة بدلاً من النسخ المكررة من التخصصات التي يقلد الطلاب بعضهم بعضاً فيها من غير وعي للمستقبل الوظيفي والحاجة الفعلية وقدرات الطالب.
كم نتمنى أن يكون الإرشاد إرشاداً حقيقياً وليس حلاً لمشاكل الطلاب وعلاجاً سلوكياً من غير متخصص، فالواقع أن الإرشاد يقوم به في الغالب غير المتخصص فالمدارس في الغالب لديها عدد قليل جداً من المرشدين إن لم يكن معدوماً بالإضافة إلى أن الكثير من المرشدين ليس محيطاً بمهام الإرشاد الطلابي على المستوى العالمي وكيف يمكن للمرشد أن يساعد الطالب بأن يحدد هدفه ويرشده إلى الطريقة الأمثل لتحقيق ذلك وهو من يحتاج إلى الإرشاد أولاً.