شهدت مدارس الحضارة تقدما ونقلة نوعية جبارة في منشآتها وهذا جعلها في مصاف مدارس النخبة، وتتكامل مباني مدارس الحضارة ومرافقها وتجهيزاتها المتطورة لتشكل بيئة نموذجية فريدة تجعل من عملية التعلم متعة في حد ذاتها ضمن أجواء محببة تضم كل ما تحتاج إليه العملية التعليمية والتربوية المتميزة، وقد تحقق هذا وفقا لرؤية تربوية ثاقبة من قبل الشركة الوطنية للتربية والتعليم.
ولتوظيف هذه البنية التحتية الواسعة قامت المدارس باتخاذ خيار التطوير المنظم والتخطيط له خيارا استراتيجيا تعمل من خلاله، وهذا استدعى من الجميع (منسوبي المدارس وأولياء الأمور) المشاركة الفاعلة في شتى مراحل التطوير في مختلف محاور العملية التربوية والتعليمية والتي تشمل الأعمال الرئيسية التي تؤدى في المدارس وتشمل أيضا توظيف التقنية بفاعلية في عمليات التعلم والتعليم وتوفير البيئة الآمنة للطلاب والمصادر المعلوماتية الثرية والمشاركة المجتمعية الفاعلة في شتى النواحي الاجتماعية تأكيدا على أن المدارس هي جزء من المجتمع تتفاعل معه ومع قضاياه بصورة إيجابية بناءة وتوفر المدارس بيئة تربوية جاذبة يمارس فيها الطلاب أنشطتهم الصفية واللاصفية بشغف، وتقدم تعليما ممتعا وفقا لاستراتيجيات تدريس حديثة تجعل من الطالب ناشطا ومشاركا في عمليات التعلم والتعليم وباحثا عن المعرفة ومنتجا لها.
وتقوم هذه الاستراتيجيات على أحدث ما وصلت إليه النظريات التربوية التعليمية مثل تبني المدارس إستراتيجية الاستقصاء في التعلم وهذا يتيح للطلاب فرصة حقيقية في التعلم واستخدام أدوات تحصيله، كما تطبق طريقة لعب الأدوار في تدريس مختلف المعارف مثل اللغات، والعلوم التطبيقية والإنسانية وموظفة ما يساعد على وصول المتعلم إلى درجة الإتقان وفي هذا تتم مسرحة المواد التعليمية وتقدم على مستوى الفصل أو المرحلة أو على مستوى المسرح الكبير في المدرسة حيث يحضره المهتمون والطلاب وبعض أولياء الأمور مما يدفع بعملية التعلم إلى درجات عالية من الأداء والإتقان المنشود. كما تطبق المدارس في جميع المراحل طريقة المشروع في تدريس المواد الدراسية وبخاصة في دروس العلوم والرياضيات واللغة الإنجليزية ففي هذه الطريقة يكون لكل طالب أو طالبة مشروع مرتبط به في هذه المواد (فرديا أو جماعيا) حيث يكلف الطالب أو مجموعة من الطلاب بعمل مشروع معين ذا مردود تعلمي وتربوي على الطلاب والطالبات الذين يشاركون في التخطيط والتصميم والتنفيذ والتقييم لمثل هذا النوع من الدروس ويتحملون جزءا كبيرا من المسؤولية حول نجاح مشاريعهم مما يصقل شخصياتهم ويبنيها ويهيئها للتصدي لما يعرض لهم في حياتهم المستقبلية العملية والدراسية. ومن الاتجاهات العالمية الحديثة الآن التحول لتفعيل دور الطالب في التعلم و الأخذ في الاعتبار النظرية البنائية Constructivism Theory بجميع فروعها المعرفية والاجتماعية وقد روعي هذا في توجيه التدريس في مدارس الحضارة من خلال التدريب المكثف لجميع المعلمين والمعلمات في المدارس لضمان الوعي التام لما تتضمنه هذه النظرية التعليمية من أسس تربوية تبنى عليها عمليات التدريس الجيد وإدارة تعلم الطلاب والطالبات. ولتنفيذ هذه المستويات الرفيعة من التدريس وتوجيه التعلم لدى الطلاب تم إيجاد إدارة خاصة بالشؤون التعليمية بالمدارس تعنى باختيار المعلمين الأكفاء وفق معايير تربوية دقيقة وتقوم بتدريبهم على هذه الاستراتيجيات والطرائق الحديثة وتضمن جودة المعلمين العاملين في المدارس.
وتوجد في المدارس عدة برامج إثرائية ومساندة وداعمة لتعلم الطلاب منها برامج الحوار بالتنسيق مع بعض الجهات المتخصصة كمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني. وكذلك برامح لتنمية المهارات مثل برنامج الخوارزمي الصغير في الرياضيات وهو برنامج تعليمي للأطفال يهدف إلى تزويدهم بالمهارات الذهنية والقدرة على أداء العمليات الأربع الأساسية في الرياضيات بمهارة عالية وبسرعة تفوق سرعة الآلة الحاسبة من خلال تدريبهم على أسس وقواعد العداد الصيني Abacus عن طريق مناهج IMA المعتمد من قبل الجمعية العالمية للرياضيات الذهنية WAAMA ويؤدي هذا البرنامج إلى تنمية مهارات الإدراك لدى الطلاب وتنمية سرعة البديهة ورد الفعل وينمي ملكات التصور الذهني والإبداع.
ومواكبة لإيقاع العصر تم اعتماد تدريس الطلاب منذ نعومة أظافرهم بعض المواد باللغة الإنجليزية مثل الرياضيات والعلوم لرفع جاهزيتهم لإكمال دراستهم فيما بعد في الجامعات العالمية والمحلية والاستفادة من التقنيات العصرية المتاحة.
وتقدم المدارس مسارا دوليا اختياريا لينخرط الطلاب الراغبين به، ويتخرجوا وفقا للمناهج الدولية البريطانية منها والأمريكية وتحت إشراف دولي متخصص مثل Advanc-ED وغيرها.
وأخذت مدارس الحضارة بعين الاعتبار تنمية عقول الطلاب ومهاراتهم الفكرية اهتمت أيضا بأجسامهم والمحافظة عليها فأنشأت ناديا رياضيا يتوسط مباني المدارس على مساحة تزيد على 7000 متر مربع وبتكلفة تجاوزت 20 مليون ريال ليكون مجهزا أفضل وأحدث تجهيز ليستفيد منه الطلاب في الحفاظ على أجسامهم ورفع لياقتهم البدنية.