جاء احتفال اليوم الوطني الثمانين الذي كان يوم الخميس الماضي 14 شوال - 23 سبتمبر مميزاً ومختلفاً عن بقية الأعوام السابقة، فقد شعر به معظم الناس منذ الإجازة فجر يوم الخميس وحتى نهاية اليوم، والسبب أن معظم أجهزة الدولة جندت جهودها لإبراز المناسبة واستعادة عبقها بشكل لائق وإضفاء روح الاحتفال والاحتفاء بهذا اليوم الخاص.
وكان جهد وزارة الثقافة والإعلام واضحاً من خلال مناشط كثيرة وعبر قنوات الاتصال الجماهيري المقروءة والمسموعة والمرئية، والأمر نفسه ينطبق على أمانة مدينة الرياض التي بذلت جهداً كبيراً لإضفاء الكثير على هذه المناسبة، ولعل شوارع الرياض وحدها تكفي شاهداً على ذلك، فالعلم السعودي ازدانت به تلك الشوارع واللافتات الكبيرة كانت تحمل معاني تترجم أهمية هذا اليوم.
إن (المواطنة الحقيقية) التي نسعى إليها جميعاً تتشكل من خلال أمور عديدة، ومنها بلاشك احتفال اليوم الوطني الذي أرى أن ننظر إليه نظرة متكاملة برؤية شاملة تعتمد على منحى تكامل الجهد والوصول إلى الهدف، وما أعنيه تماماً ألخصه في الأسئلة الآتية:
- هل حققت هذه الاحتفالية ما نرمي إليه أصلاً من ترسيخ حب الوطن والولاء له؟
- هل زادت هذه الاحتفالية من مكونات الثقافة الجماهيرية وأصبح تاريخ الوطن يحتل مساحة مهمة منها؟
- هل يمكن رصد تأثير هذا اليوم على السلوك والانتماء العام؟
أعتقد أنه ينبغي عدم الوقوف عند الاحتفال بل نتجاوزه لتتبع الأثر وقد تبدو هذه مهمة صعبة، لكنها لابد أن تحتل الصدارة في مجال خططنا المستقبلية التي تتطلب مراجعة كل ما يخص الوطن، وهو أمر منوط بالجهات ذات العلاقة مثل وزارة التربية والتعليم، ووزارة التعليم العالي، ووزارة الشؤون الإسلامية وغيرها بتفعيل موضوع الرصد وتتبع النتائج والوصول إلى رؤية واضحة حول (أثر الاحتفال باليوم الوطني) وذلك لكي يبقى الوطن حياً نابضاً في كل وقت وزمن.