في مسيرة عمري الذي زاد عن الأربعين ربيعاً.. جبت وجلت في أراضين الله الفسيحة.. تنقلت بين بلدانها وعواصمها وقاراتها.. في كل محطة مطار أو قطار كنت أنزلها.. لا أتذكر أول ما أتذكر إلا وطني.. أستدير فترتفع أكف قلبي إلى خالقي فأناجيه بصدق ليس كمثله صدق.. يا فالق الحب والنوى..
احفظ وطني درّة بيضاء.. وحقلاً أخضر مزهراً.. وشرفاً عالياً يزهو بالخير والعطاء.. اليوم وهذا الوطن الشامخ العالي.. يحتفل بيومه الوطني المجيد.. فلي أن أسجل بعض ما نعيش.. في حين لا يملك غيرنا سوى الحلم والتمني.. خذ مثلاً فقط.. أمنٌ يجعلك تقطع هذه البلاد المباركة من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها.. وكأنك لم تغادر منزلك إلى الشارع الذي يليه.. دون أن يخطر ببالك ولو للحظة أن تقطع المسافات تنتقل من بيد إلى بيد.. ملغياً جملة وتفصيلاً حسابات الخوف والتهيب.. لتتذكر أنك في وطن الأمن والأمان والإيمان.. خذ مثالاً آخر.. بناءٌ اقتصاديٌ فريد متين.. ولن أطيل.. فقط أذكر بالأزمة الاقتصادية العالمية التي لم يسلم منها بلد على وجه هذه البسيطة.. عدا هذا البد الأمين المبارك.. حتى أن البعض في وطني لم يكن ليصدق بحقيقة هذه الأزمة عندما لم يشعر ولو بمقدار ما يهز الشعرة الواحدة في الجسد.. في صورة تبرهن على قيادة حكيمة راسخة بذرها الملك المؤسس جلالة المغفور له الملك عبدالعزيز.. رحمه الله.. وتوالى من بعده أبناؤه البررة ترسيخ هذا النهج الحكيم المتين.. أخيراً وليس آخراً.. حركةٌ تعليميةٌ تنويريةٌ فائقة.. وفي هذه سأكتفي بالإشارة إلى ثلاثة ملامح فقط.. أولاها الجامعة الحلم.. جامعة الملك عبدالله بن عبدالعزيز بثول.. هذه المنارة التعليمية الحضارية الفريدة.. ثم برنامج الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله للابتعاث.. هذا العمل الإستراتيجي الكبير.. والذي سيكون له عظيم الأثير في تطوير كافة البنى الوطنية.. وأخيراً نهضة التعليم العالي التي تمثلت في إنشاء الجامعات والتوسع فيها والارتقاء بها إلى مصاف الجامعات العالمية على مختلف المستويات.. حفظ الله وطني شامخاً راسخاً.. وسدد على طريق الخير مسيرة قادتنا وولاة أمرنا..
وكل عام ووطني دُرة الأوطان
* عميد المعاهد بالخارج جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية