جميل أن نبتهج بالوطن ونعتز بالذكرى الثمانين ليوم الوطن والجميل أيضاً أن نستشعر معنى هذا الابتهاج والفرح من خلال كلمات من شخص حكيم كصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية أذيعت في أخبار التلفزة السعودية بهذه المناسبة... عندما قال: «إننا نعتز بهذه الذكرى ليس لأنها ذكرى وطنية فحسب، ولكن لأنها لدولة أسست على التقوى، فحينما جمع الملك عبدالعزيز أرجاء هذا الوطن في دولة واحدة وأعلنت المملكة العربية السعودية بعد جهاد دام أكثر من عشرين سنة من الملك عبدالعزيز (رحمه الله).. فكانت أول وحدة عربية جمعت شمل هذه الأمة في أمة واحدة تدين بالإسلام وبالمملكة وطناً وبالعروبة عنصراً..».
ليس ثمة ما يمكن قوله بعد هذه الكلمات النيرة التي تجسد فلسفة الابتهاج بهذه الذكرى الغالية من قبل القيادة الحكيمة لهذا الوطن العظيم.
هذه الفلسفة التي عبر البعض عنها بشكل مغاير تماماً جعل من هذا الابتهاج (إساءة للوطن).. فأين هؤلاء من هذه الرؤية الحكيمة للابتهاج بهذا اليوم؟!!
إننا نفرح ونبتهج في هذا اليوم بكل المظاهر الممكنة ولكن ترى.. هل يفرح الوطن في يوم الوطن؟!
يفرح الوطن في يومه عندما تتجسد معاني الوفاء لهذا اليوم من قبل مواطنيه صغاراً وكباراً.. إذا استشعروا بالارتباط فيه بالماضي المجيد وبناء لبنات الحاضر الزاهر والتطلع إلى ثمار المستقبل الواعد.
وطني وإن شغلت بالخلد عنه
نازعتني إليه في الخلد نفسي
يفرح الوطن.. عندما يرى أبناءه يحملون لواء العلم والمعرفة مكرسين المفهوم الحقيقي للفرحة بهذا اليوم الحافل بالإنجازات والدلالات والعبر العظيمة.
يفرح الوطن عندما يرى أبناءه يحرصون على حمايته وصيانته والدفاع عنه بكل ما يملكون من القوة الطاقة.. لا أن يكونوا معول هدم وتخريب لمقدراته ومكتسباته في الشوارع والأماكن العامة والمدارس والتي بذلت فيها حكومة هذه البلاد الغالي والنفيس من أجل إنشائها لرفاهية المواطن.
يفرح الوطن عندما يتمتع أبناؤه بالأمانة واستشعار المسؤولية الوطنية بتطبيق النظام في كل مجالات الحياة.. لا أن يعيثوا فساداً بالأنظمة التي تكفل للجميع العدالة.. والسلامة.. والعيش الرغيد.
يفرح الوطن عندما يدرك أبناؤه صغاراً وكباراً التضحيات العظمى التي بذلها مؤسس هذا الوطن طيب الله ثراه في توحيده بالجهاد والصبر وما أكمله أبناؤه البررة من بعده إلى عهدنا الزاهر بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين ونائبه الثاني - حفظهم الله - لا أن يكون الوطن مجرد مكان يعيشون فيه وينتمون إليه.
يفرح الوطن عندما يحمل كل فرد فيه راية التوحيد الخضراء مدركاً للمعاني العظيمة لهذه الراية وما تحمله من (كلمة وسيف).. تختزل كل المفاهيم والدساتير. ومؤمناً بمفهومها ودلالاتها لكي يقدم حقاً ما يستحق هذا الوطن..
إننا في يوم الوطن، روح الوطن، تزهو من جديد.