تلبيةً لدعوةٍ كريمةٍ من قسم السيّدات في مؤسسة الجزيرة للصحافة والنشر لحضور حفل المعايدة الأول الذي نظمه القسم بهدف لقاء الكاتبات والصحفيات في الجزيرة؛ كانت صاحبة المنشود حاضرة، وسعدتْ باللقاء الحميمي الذي جمع الزميلات وحمل الطابع الأسري أكثر من الرسمي، رغم أنه الاجتماع الأول الذي ينظمه القسم بعد افتتاحه مؤخراً، فكانت الأريحية تحف المكان، والمشاعر تعبق بالأرجاء، بعيداً عن الرسمية المعتادة في احتفالات المعايدات العامة التي تحمل طابع المجاملة غالباً وتمر سريعة دون أن تترك أثراً في النفوس.
ما أسعدني في الواقع هو الروح الحماسية التي كانت تسكن قلوب موظفات القسم، فضلاً عن روح الفريق الواحد، وهذا ما لمسناه أثناء تجوالنا في القسم، واطلاعنا على الأعمال المناطة بالفتيات والسيدات الصحفيات المقبلات على العمل الصحفي بلهفة ودافعية، وتعطش للاستماع للآراء والمقترحات من كاتبات ومنسوبات الجزيرة. وهذه الروح الجميلة حتماً ستنعكس إيجابياً على مكانة الجريدة وتطورها. وهو ما يستحق الإشادة حقاً بمديرة القسم الأستاذة ماجدة السويح وزميلاتها فريق النواعم. حيث أسند رئيس التحرير الأستاذ خالد المالك للقسم جزءاً كبيراً من عمليات الصف والإخراج والتنسيق فضلاً عن التسويق، وهذه الثقة من سعادته تنم عن فكرٍ تنويريٍّ يضطلع به رئيس تحرير جريدتنا الشجاع الذي منح المرأة (الكاتبة والصحفية) مساحة واسعة من الانطلاق والثقة والتأييد والانتشار؛ بما يميز هذه الجريدة الحبيبة عن غيرها من الصحف.. حيث يفوق أعداد الكاتبات الرسميات في الجريدة عشر كاتبات وطنيات، عدا عن مشاركة البعض الآخر في صفحة وجهات نظر، وكذلك التحقيقات الصحفية ذات المهنية الفريدة، إضافة إلى ما ينشر في (صحف الإلكترونية) ذات الاحترافية النوعية والمحتوى الرائع.
ما يلفت النظر في سياسة جريدة الجزيرة هو الاحترام المطلق لكل فرد يعمل فيها، بغض النظر عن مكانته الإدارية أو الصحفية أو المهنية، فضلاً عن حرص القائمين على الجريدة بدعوة الكتّاب والكاتبات للمشاركة في الندوات المنعقدة في مقرها، وتفرّد رئيس التحرير باحتواء الكتّاب وتقديرهم ومناقشتهم في حالة عدم مناسبة المقال للنشر، ومحاولة التعديل أو التلطيف.. وبرغم أن ذلك يثير حنق بعضنا أحياناً إلا أنه يحافظ على وضع الكاتب ومكانته وضمان استمراريته في الكتابة، وعدم اللجوء لإيقافه عنها مؤقتاً أو بشكل دائم مثلما يحصل في بقية الصحف. فقد تحمّل رئيس التحرير مسؤولية أن يكون درعاً لكتّاب الجريدة؛ فتجده يقرأ المقال بعين القارئ تارة ومدى تقبله للعبارات، ويرنو بالعين الأخرى للمقال بحسِّ المسؤول، ومدى تفهمه لما بين السطور. وتراه كثيراً ما يستبق الرأي الآخر فيوفر علينا مواجهة سياط النقد.. برغم إدراك الكاتب أنه بغير معزل عن النقد والتجريح والتشكيك والقذف.. ولكننا نؤمن جميعاً بأن (من كتب فقد استكتب)؛ بيد أن الكاتب يأمل الارتقاء بالنقد الموضوعي البنّاء ومناقشة الأفكار وترك الأشخاص جانباً، بعيداً عن شخصنة الكتابة أو التصنيف المجحف.
ولعلّ الحديث عن المعايدة مناسبة طيبة أن أسدي شكراً خاصاً لسكرتارية مكتب رئيس التحرير الذين يعدون الواجهة المشرقة لجريدة الجزيرة من خلال التعامل الأخوي والأسلوب الراقي مع الكتّاب وبالأخص الكاتبات، بما يغيّر النظرة التقليدية لأسلوب تعامل الرجل مع المرأة، وبما يزيل مشاعر الحرج لدى الكاتبات، ويزرع الثقة والتقدير للزملاء الكرام؛ حيث دأبوا على الاحتفاظ بأرقام الهواتف الخاصة بهن ويرفضون بذلها لأيّ متصل إلا بعد معرفة الهدف، ومن ثم استئذان الكاتبة في ذلك وإبلاغها، بما يحافظ على وضعها ويصون خصوصيتها، وهو ما كنت أخشى منه قبل انتسابي لهذه الجريدة الحبيبة. كما لا يفوتني أن أشكر فريق قسم الصف والإخراج والقائمين على الموقع الإلكتروني بحلته الجديدة وإشراقته المهيبة. وكل عام، وكل عيد؛ وجزيرتنا في تقدم وتطور وريادة.
www.rogaia.net