تحتفي المملكة باليوم الوطني الثمانين لتوحيدها وبزوغ نجمها، ذلك اليوم الميمون الذي جَنى فيه جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود -رحمه الله- مع المخلصين من أهل هذه البلاد المباركة ثمار نضال وكفاح، وصبر ودأب، لُمّ فيه الشتات، وجُمعت فيه الكلمة، وشكل من بعد انطلاقة دولة وليدة النشأة، راسخة الأقدام، كبيرة الطموحات والآمال، تهتدي بشريعة الله تعالى، وتسعى للنهضة والرقي وتحقيق المكانة اللائقة بأبنائها وبناتها علميًا واقتصاديًا واجتماعيًا.
إن ذكرى اليوم الوطني وتوحيد هذه البلاد تحت راية التوحيد ذكرى لها جلالها واحترامها، تجدد في النفوس حب الوطن وتغرس فينا الانتماء له والاعتزاز به، وكم أود أن يقوم كلٌ بدوره في توعية الأجيال الناشئة بذلك.
إن أبناءنا يدرسون مقررات متنوعة عن تاريخ المملكة، وعن جهود المغفور له الملك عبد العزيز في توحيدها، ولكن هل نحرص ونحن نعطي لهم هذه المادة التاريخية على أن نربطها بواقعهم، وأن نخلطها بمشاعرهم وأحاسيسهم، لتكون زادًا ينمي الوطنية الحقة في نفوسهم.
لقد أرسى جلالة الملك المؤسس رحمه الله قواعد بناء شامخ، ودعائم مسيرة، لا زالت محل َ استلهام أبنائه القادة ابتداءً بجلالة الملك سعود -رحمه الله- وانتهاءً بخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله- الذي قفزت الدولة في عهده قفزات نوعية وكمية، وحظيت بلقب (مملكة الإِنسانية)، كما شهدت العديد من الإنجازات الباهرة في شتّى المجالات السياسية والعلمية والاجتماعية الاقتصادية.. وغيرها. فمن حيث التعليم شاهدنا كثرة الجامعات، وانتشار الكليات في كافة المناطق والمحافظات والقرى، حتى إنه دخل - بفضل الله- كل بيت، وغطّى المحافظات والقرى، ولا أدل على ذلك من موافقة خادم الحرمين الشريفين عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله- على إنشاء عدد من الجامعات، إحداها جامعة الخرج، التي أمَّنت فرصًا تعليمية وأخرى أكاديمية للكثير من أبناء محافظة الخرج، بل والقريبين منها وخفَّفت عنهم أعباء الانتقال والترحال، وأصبحت - بفضل الله تعالى- نجمًا ساطعًا في جبين المنطقة.
والمظاهر التعليمية الأخرى كاتساع دائرة الابتعاث، وانتشار مراكز البحث، وتعدد الكراسي العلمية والجمعيات، لا تخفى على كل ناظر، وتجلى الاهتمام العلمي النوعي في جامعة الملك عبد الله بن عبد العزيز للعلوم والتقنية.
وفي الجانب الاجتماعي تشهد ربوع المملكة انتشارًا واسعًا للجمعيات والمراكز الخيرية إلى جوار المؤسسات الحكومية ذات الاهتمام نفسه.
وأما اقتصاديًا فلا أدل على نجاح السياسة الاقتصادية للمملكة العربية السعودية من تجاوزها للأزمة الاقتصادية بأمان والحمد لله، وقريبًا يتكامل إنشاء مركز الملك عبد الله المالي ليشكل أهم مركز اقتصادي في المنطقة.
ولست بصدد الاستقصاء والتعداد، فالإنجازات كثيرة ووافرة، وما يقوله ويفعله خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله- يؤكد لنا أن المستقبل واعد إن شاء الله، والمسيرة متواصلة، ويتطلب منّا هذا أن نجدد دومًا ثقتنا بقيادتنا الحكيمة، ونخلص لهذا الوطن، ونحافظ على مكتسباته من خلال بذل ما نستطيع علميًا كلٌّ في مجاله وفيما يحسن القيام به.
وعودًا على بدء أقول: إن احتفاءنا باليوم الوطني، إنما هو اعتزاز بتاريخ حفل بعطاءات رجالٍ أفذاذ، وَرَّثتْ كيانًا شامخًا، مستقرًا آمنًا.
تحية إكبار لهذا الوطن ولرجاله المخلصين، في ظل القيادة الرشيدة لولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز، ونائبه الثاني صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز، حفظهم الله جميعًا.
ودمتم ودمنا للوطن جنودًا مخلصين، وفي سبيل عزته وازدهاره عاملين.
* مدير جامعة الخرج