تحل هذه الأيام ذكرى خالدة عزيزة على الشعب السعودي ذكرى اليوم الوطني الثمانين منذ توحيد الملك المؤسس لهذا الكيان الشامخ تحت راية (لا إله إلا الله محمد رسول الله). إن مدعاة الحديث عن الوطن واستحضار الذهن من أجل ذلك يمزج مشاعر الحب والخواطر وتتزاحم الأفكار من أجله ويغوص في الفكر إلى محيطات الإنجاز فهل يكون الحديث عن وطن تغلب وصمد بكل جبروت أمام العديد من التحديات أم يكون الحديث عن رجالات ورموز الوطن الأوفياء الذين حموا الوطن بأرواحهم أم يكون الحديث عن العناية والاهتمام وتطوير المقدسات التي حبا الله بها الوطن والعناية بمكانتها وقدسيتها.
إن المكانة التي تحتلها المملكة الآن وتقدمها للدول الإسلامية وحضورها في مصاف الدول المتقدمة عالمياً لم يكن وليد اللحظة ولا محض الصدفة إنما كان بتوفيق الله أولاً ثم بعمل وتخطيط ولاة الأمر وفق سياسة رسم خطوطها العريضة مؤسس البلاد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن - طيب الله ثراه - وسار أبناؤه من بعده على نهجه، وهذه السياسة ترتكز على الاستثمار في العنصر البشري فظل بناء الإنسان هو الركيزة والقاعدة الأساسية التي ارتكز عليها قادة البلاد لتأسيس وطن شامخ عتيد البنيان فوفروا لهذا البنيان أقوى المقومات والخصائص التي استطاعت تحويل الوطن من أرض تناحر إلى وطن مؤسسات ودولة نظام؛ فلف حول إنسان هذا الوطن الرعاية والعلم والمعرفة؛ فشهد العالم أجمع هذا التغير الذي لم يكن ليحدث لولا فضل الله وتوفيقه لقادة البلاد؛ فوطننا الآن يقف شامخاً بين الكبار بمنجزاته الحضارية وأصبح طموح أبناء الوطن المنافسة في الميدان العالمي؛ دعماً لهذا الوطن المعطاء الذي وفر لأبنائه الكثير؛ فما يشهده المواطن من رخاء ورغد عيش والتفاف وتقارب وتكاتف وبيئة نجاح هو تتويج لعمل وتخطيط ورسم ولاة الأمر للرقي الاقتصادي والاجتماعي والثقافي عبر تنمية شاملة وقفزات تحققت في مختلف المجالات وعمت المعرفة أرجاء البلاد ونهضت شتى مجالات الحياة في فترة زمنية يرتفع التأمل بها في مشاعر الفخر التي تختلج في نفس كل مواطن لتعانق السماء.
* وكيل أمين منطقة القصيم للخدمات