تمثل ذكرى اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية رمزية خاصة نتوقف عندها في الثالث والعشرين من شهر أيلول (سبتمبر) من كل عام لتعيد إلى أذهاننا ذكرى ملحمة بطولة تأسيس المملكة العربية السعودية تحت راية التوحيد وبتحكيم من شرع الله، وتعاودنا هذه الذكرى المضيئة لتسطر اليوم الثمانين عاماً حافلة بالإنجازات مرت على بلادنا الغالية وضع فيها باني نهضتنا الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - لبنات التشييد الأولى لهذا الصرح المبارك على أساس من الشرع الحكيم بعد سنين من الجهاد والكفاح استطاع فيها بفضل الله ثم بفضل حكمته ورأيه السديد إرساء دعائم الحكم وتوطيد أركانه لتبدأ هذه الدولة الفتية أولى خطواتها في طريق نهضة شاملة عمت أرجاء البلاد؛ ثم أتى أبناؤه البررة من بعده - حفظهم الله - يستكملون مسيرة الخير والعطاء، باذلين جهودهم لخدمة الإسلام والمسلمين في أرجاء المعمورة، محققين بخطط مدروسة وبتوفيق الله العلي القدير الاستقرار والنمو والأمن، حتى أصبحت بلادنا في مصاف الدول المتقدمة، ومضرب المثل في الاستقرار الداخلي والنهضة والرخاء.
إن هذه الجهود لم تقف عند حدود الأمور الداخلية فقط بل تعدتها إلى تبني دور رائد في توثيق العلاقات مع الدول العربية والإسلامية، وتقريب وجهات النظر، ومناصرة الحق، وتحقيق التضامن بما يكفل وحدة الصف والكلمة، فكان للقيادة مواقف متعددة وجادة في مساندة القضايا العربية والإسلامية، ودعم الهيئات والمنظمات الإسلامية، حظيت على إثره باحترام ومحبة المسلمين في كل أرجاء العالم، خاصة وأنها تحتل مكانة متميزة في قلوب المسلمين ؛ فأرضها أرض النور والهدى، ومنطلق الدعوة، ومهوى الأفئدة، كما كان للسياسة الخارجية نصيب الأسد من الاهتمام قامت من خلاله القيادة الحكيمة بدور فاعل بين شعوب ودول العالم أجمع، مما أكسبها الثقة، والاحترام، والحضور الإيجابي لدى المجتمع الدولي، وعلى مختلف المستويات الدولية منذ عهد الملك عبدالعزيز - رحمه الله - ووصولاً إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله.
وفي الختام لا يسعني إلا أن أرفع التهنئة بهذه المناسبة الغالية إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني ووزير الداخلية وصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم وصاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة القصيم وصاحب السمو الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد آل سعود وزير التربية والتعليم ومعالي نوابه وإلى جميع أبناء هذا الوطن الغالي، سائلا الله العلي القدير أن يديم على هذه البلاد أمنها وعزها في ظل حكومتها الرشيدة وعطاء مواطنيها الأكارم وأن يحفظها من كيد الحاسدين ومكر الماكرين، إنه ولي التوفيق والقادر عليه.
مدير عام التربية والتعليم للبنات بالقصيم