حلّت في الرابع عشر من شهر شوال لهذا العام الذكرى الثمانون لليوم الوطني لمملكتنا الغالية، ويعيد هذا اليوم للأذهان يوم العزة والمجد والسؤدد الذي وحّد فيه الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود المملكة وجمع شملها بعد أن كانت تعاني من الفرقة والشتات؛ فأرسى -رحمه الله- قواعد وحدتها، ووضع حجر الأساس لهذا الكيان الشامخ الذي قام على أسس سليمة من الشريعة الإسلامية، وعلى نهج واضح من التقاليد العربية الأصيلة، الذي سار في خط ممتد من الإنجاز والتكامل والتطور على يد ملوك هذه البلاد منذ عهد الملك المؤسس حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز -حفظه الله ورعاه-.
وتأتي ذكرى اليوم الوطني لتعيد إلى الأذهان ذكرى الجهود المخلصة التي بذلها أبناء الوطن في سبيل الوحدة والبناء، وليؤكد أبناء هذا الوطن لقيادتهم تجديد الولاء وتعزيز الانتماء، وليبادلوا قيادتهم الرشيدة حبًّا بحب وعطاءً بعطاء، حيث إن اليوم الوطني قد غدا لدى الجميع ذكرى خالدة تعيش في وجدان كل مواطن، وقد جسّدت هذه الذكرى مسيرة وطنية حافلة بالإنجازات التي رسمت ملامح مسيرة المملكة بأبهى صور التقدم والازدهار في شتّى مجالات الحياة، كما جسّدت هذه الذكرى وقفة عزٍّ وطنية لتترجم التلاحم الوطني للشعب والالتفاف حول قيادته الرشيدة التي تدفع بمسيرة البناء والنماء، التي تروي قصة الإنجاز والإعجاز بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسط هذه المشاعر المعبّرة عن الشكر والامتنان لهذه القيادة التي تستند في قيادتها إلى تعاليم ديننا الحنيف وتحتكم إلى تقاليدنا العربية الأصيلة، وتضع مصلحة الوطن والمواطن في بؤرة اهتمامها تأكيدًا للمسؤولية الملقاة على عاتقها.
وإن ما حظيت به جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية من دعم خادم الحرمين الشريفين وحكومته الرشيدة يؤكد أنه قد أفضل وأنعم على هذه الجامعة وأولاها من دعمه ورعايته ما يستحق الشكر والتقدير؛ فقد شرّف -حفظه الله- هذه الجامعة بزيارته الميمونة ورعى احتفال الدورة الحادية والأربعين لاتحاد الجامعات العربية الذي عقد في الجامعة، وشرفت الجامعة بمنحه درجة الدكتوراه الفخرية، وهي أول جامعة تنال هذا الشرف الرفيع في الوطن العربي. فهنيئًا لنا بهذا الوطن، وهنيئًا للوطن بهذه القيادة التي جسدت الرمز الواصل بين الماضي ومعانيه العربية والإسلامية، والحاضر الموصول بهذه المعاني الخيّرة التي تقيم الأمن والمنعة، وتعلي بناء الوطن بهذا الحضور البهي والمكانة العالية والإرادة الصلبة التي نفخر بها جميعًا.
رئيس جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية