ما أجمله من مشهد!
طفل صغير يمسك بأنامله الغضة علم المملكة، وشاب يافع يتوشّح الأخضر الخفاق مزهواً، ورجل ناضج يضع شعار الوطن على صدره مباهياً, وشيخ عجوز يعلن أنه عايش هذا اليوم مفاخراً.
هذا المشهد الرائع نراه في الاحتفال باليوم الوطني لبلادنا المباركة, ونغبط أنفسنا على هذه المشاعر التي تجسّد المعنى الحقيقي للانتماء, والفرحة الصادقة في الاحتفاء بذلك اليوم الذي توجت فيه ملحمة توحيد المملكة على يد الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود -طيب الله ثراه.
ربما يغيب عن المشهد في احتفالنا بعرس الوطن هذا العام ذلك الشيخ العجوز, لكن المؤكد أن طفلاً أو شاباً أو رجلاً سوف يحل محله في هذه الصورة الحية المتجددة.
وسوف نجد من يروي لنا أنه سمع من أبيه وجده قصص البطولات التي صنعت هذه الملحمة التي نحتفل بذكراها, وكيف كان هذا اليوم بداية لمسيرة النهضة التي ينعم بها كل أبناء الشعب السعودي. ولعل هذه هي الغاية التي يجب أن نتطلع إليها جميعاً ونحن نحتفل بيوم الوطن، أن تتلاقى الأجيال في هذا العرس, وأن نغرس في نفوس شبابنا وأطفالنا بذور الانتماء للوطن, واستشعار المسؤولية في الحفاظ على مكتسباته, ومواصلة المسيرة على طريق التطور والرقي, وأن نتذكر معاً بكل الوفاء والعرفان تضحيات وبطولات الرجال الذين بذلوا الغالي والنفيس لرفعة الوطن، ونكرم عطاء المخلصين من أبنائه في جميع المجالات، الذين أدركوا أن الاحتفال لا يتوقف عند مظاهر الفرح بإنجازات الماضي, بل يتعداه إلى العمل الجاد من أجل واقع زاهر ومستقبل مشرق للأجيال القادمة. فيوم الوطن أفضل مناسبة للاحتفال بقيم الوفاء وشحذ الهمم للمزيد من العطاء.
* مساعد مدير عام الدفاع المدني لشؤون العمليات