يوم أن أعلن البطل المؤسس جلالة المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز قيام هذا الوطن قبل تسعة وسبعين عاماً، بعد جهاد طويل أرسى فيه دعائم الوحدة وأسس مقومات الدولة الحديثة على أرض كانت تمزقها الصراعات ويسيطر عليها الخوف،

وتتقاسمها الولاءات الضيقة وتهددها الأطماع الخارجية الراغبة في السيطرة والهيمنة.

وحّد رحمه الله البلاد لتمتد من شواطئ الخليج العربي شرقاً إلى شاطئ البحر الأحمر غرباً ومن أقصى شمال الجزيرة العربية إلى أقصى جنوبها، واستقرت وحدة هذا الكيان تحت رايه لا اله إلا الله محمد رسول الله.

استتب الأمن في أرجاء الوطن وبدت مرحلة أخرى هي مرحلة بناء الدولة، وتواصلت هذه المرحلة على أيدي أبنائه البررة وإلى عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز.

ونحن في الحرس الوطني عندما نحتفي باليوم الوطني فإننا لا نبالغ إن قلنا إننا نحتفي بهذه المناسبة كل يوم فاليوم الوطني والحرس الوطني اسمان يجمعهما الوطن، لهذا كان على جنود الحرس الوطني أن تجدهم في كل مكان له علاقة بالوطن، فهم في الطليعة للدفاع عن الوطن وصد المعتدي والذود عن حياض الوطن، حيث يسقط الشهداء من منسوبي الحرس الوطني فداء لهذا الوطن وهم العيون الساهرة الذين مع بقية قواتنا العسكرية يحرسون الوطن ويحمونه من عبث العابثين ويسهرون الليل والنهار لتوفير الأمن للوطن والمواطن. ولا يقف دور الحرس الوطني عند مهمة الأمن والدفاع التي هي تاج على رؤوس منسوبيه ويعد لها برامج تدريبية تبقي وحدات الحرس الوطني على درجة عالية من الجاهزية القتالية، فتجده يحتل الريادة في أكثر من مجال حضاري واجتماعي ففي المجال الطبي تعطي المؤسسة الطبية في الحرس الوطني أفضل الأمثلة للتطور الذي يشهده الوطن والخدمات الطبية التي يقدمها الحرس الوطني أصبحت مثالاً يقتدى به في هذا المجال على المستوى المحلي والعالمي، وفى مجال التعليم انتقل الحرس الوطني من مرحلة برامج محو الأمية التي واكبت بداياته ليصبح معظم منسوبيه ممن أكملوا تعليمهم العام والتعليم الجامعي، وبتوجيه من سيدي خادم الحرمين الشريفين تم إنشاء جامعة الملك سعود للعلوم الطبية بالحرس الوطني لتسهم هذه الجامعة بسد النقص في بعض التخصصات الطبية الحرجة للمؤسسات الطبية في الحرس الوطني وخارج الحرس الوطني ، وفى جانب التعليم العسكري جاءت التوجيهات السامية بإنشاء كلية للقيادة والأركان في الحرس الوطني لتطوير مهارات وقدرات ضباط الحرس الوطني في مجال أعمال القيادة والأركان. كما يساهم الحرس الوطني في الحراك الثقافي الذي تشهده المملكة والوطن العربي والإسلامي، وذلك من خلال رعايته للمهرجان الوطني للتراث والثقافة. وأخيراً فمن منطلق الوفاء لهذا الكيان العظيم فإننا نجدد العهد ونؤكد بعزيمة وإصرار لباني هذا الوطن وأبنائه المخلصين من بعده أننا على العهد سائرون مخلصين لمليكنا أوفياء لوطننا وشعبنا مقسمين بأن نكون حماته الذين لا يدخرون دمائهم من اجل الدفاع عن الوطن والحفاظ على أمنه واستقراره..

حفظ الله خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين ووطننا الغالي ،،،

دعبش - مدير الإدارة العامة للعلاقات والمراسم بالحرس الوطني