الحمدلله الذي جعل أيامنا كلّها شكرًا، فنحن نعيش في بحبوحة ورغد من العيش قلّما يوجد نظيره في مكان آخر، فبلادنا.. كشجرة خضراء أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن الله.
أصلها..نبذ الخرافة والجهل والبدع، والعودة إلى العلم الصحيح والدين الصحيح، لقاء بين شيخ راسخ في العلم الشرعي وأمير شهم شجاع يجمعهما أنهما لا يخافان في الله لومة لائم، إنهما الشيخ محمد بن عبد الوهاب والأمير محمد بن سعود -رحمهما الله وجزاهما عنّا خير الجزاء - .
وسُقيت هذه الشجرة المباركة بماء التضحية والفداء والصبر، وكان من حكمة الله أن تعرضت هذه الشجرة - لأعداء وفتن- لتقوى وتثبت وتزداد رسوخًا ويشتاق محبوها لها، فلولا المرض لم نعرف نعمة العافية، وللآباء مواقف بطولية يحسن ذكرها وشكرها، فهم الذين رسموا لنا منهجًا بدمائهم الزكية في الحب والتضحية والفداء، والحب له برهانه، وبرهانه التضحية في وقتها وعند أوانها، فعند الاعتداء الغاشم على عاصمة الدولة السعودية الأولى (الدرعية) وقف الجد حسن بن رشيد الهزاني، موقف الأبطال ليقدم روحه دون دينه وقائده الشرعي وعاصمة بلاده، حيث هب سريعًا من السلمية بالخرج للدفاع عن الدرعية حتى قتل في معركة غبيراء الضارية عام 1233هـ، إذ ليس هناك أصدق من الدماء تعبيرًا عن الولاء، قال الشاعر:
يجود بالنفس أن ضنّ البخيل بها
والجود بالنفس أقصى غاية الجود
فكان لي الحق في هذا اليوم الأغر أن اعتز به مع اعتزازي بجميع شهداء الواجب من الدولة السعودية الأولى حتى يومنا هذا. فكما غرس فينا آباؤنا حب بلادنا وقادتنا، كيف لا..؟! وقد حملوا راية التوحيد بالعدل والقسط والرحمة، فكان حبهم في سويداء القلوب وبين الشرايين والعروق.
وإننا نشهد الله أننا نحب « لا إله إلا الله محمد رسول الله « ونحب حاملها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبد العزيز، والنائب الثاني وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز.
وأبقى الله وطني عزيزًا شامخًا تحت راية التوحيد الخالدة، إنه سميع الدعاء..